شهد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، اليوم الأحد، وفقا لبيان عبر حساب مجلس الوزراء على «فيسبوك»، إزاحة الستار عن تمثالين ضخمين من الألبستر للملك أمنحتب الثالث، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمهما وإعادة تركيبهما ورفعهما في موقعهما الأصلي بالصرح الثالث في المعبد الجنائزي للملك بالبر الغربي في الأقصر، في خطوة جديدة تعكس جهود الدولة للحفاظ على التراث المصري وإحياء أحد أهم معالم الحضارة المصرية القديمة.
وجاء ذلك خلال زيارة الوزير لمدينة الأقصر لتفقد عدد من المواقع الأثرية، يرافقه الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وبحضور كل من الدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار، ورنا جوهر مستشار الوزير للعلاقات الخارجية والمشرف العام على الإدارة العامة للمنظمات الدولية للتراث الثقافي والتعاون الدولي، ومحمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية، والدكتور بهاء عبد الجابر مدير عام منطقة آثار البر الغربي، إلى جانب الدكتور ديترش راو مدير المعهد الألماني للآثار بالقاهرة، والدكتورة هوريج سوروزيان مديرة المشروع، والدكتورة نايري هابيكيان مهندسة الموقع، وعدد من قيادات المجلس الأعلى للآثار بالأقصر.
ويأتي هذا الحدث في إطار أعمال مشروع الحفاظ على تمثالي ميمنون والمعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث، الذي انطلق عام 1998 بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار والمعهد الألماني للآثار بالقاهرة، بدعم من برنامج World Monuments Watch ومؤسسة World Monuments Fund، وبمشاركة جامعة يوهانس جوتنبرج في ماينتس، بهدف حماية ما تبقى من المعبد وإعادته إلى شكله الأصلي قدر الإمكان.
وأسفرت أعمال المشروع عن اكتشاف وترميم وتوثيق وإعادة تركيب ورفع عدد كبير من التماثيل التي كانت قائمة بالمعبد، إلى جانب عناصر معمارية مهمة أسهمت في استعادة الصورة التاريخية للموقع.
وأعرب شريف فتحي عن سعادته بما تحقق، واصفًا ما شهده بالإنجاز الكبير والعمل المتميز الذي يستهدف الحفاظ على وإحياء أحد أهم شواهد الحضارة المصرية العريقة، بما يليق بقيمته التاريخية، ويسهم في تعزيز مكانة الأقصر كواحدة من أهم المقاصد السياحية والثقافية عالميًا.
وأكد الوزير أن هذه الأعمال تعكس شغفًا حقيقيًا والتزامًا واضحًا من جميع المشاركين في المشروع، مشيرًا إلى أن ما تحقق يُعد إنجازًا ملموسًا يبعث على الفخر، ويجسد الإيمان بعظمة الحضارة المصرية وعمقها التاريخي. كما شدد على أهمية التعاون المصري الألماني الممتد لسنوات طويلة، واصفًا إياه بالنموذج الناجح للتعاون الدولي المثمر في مجال الحفاظ على التراث الإنساني، ومعربًا عن تطلعه إلى استمراره خلال السنوات المقبلة.
وفي ختام كلمته، وجّه الوزير الشكر والتقدير للعاملين بالموقع، مثمنًا جهودهم الاستثنائية في تنفيذ أعمال شاقة تطلبت التعامل مع آلاف الأطنان من الأحمال الثقيلة، مؤكدًا أن ما بذلوه من جهد يعكس حجم التحديات التي واجهوها وإخلاصهم في إنجاز العمل على الوجه الأمثل.
كما قام شريف فتحي بتكريم الدكتورة هوريج سوروزيان، حيث قدّم لها شهادة تقدير من وزارة السياحة والآثار، عرفانًا بجهودها المتواصلة وعطائها المتميز على مدار سنوات في إحياء المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث، إلى جانب إهدائها مستنسخًا لأحد تماثيل الإلهة سخمت، آلهة الحماية، والتي تم الكشف عن عدد كبير من تماثيلها بالموقع خلال فترة إشرافها على المشروع.
يُذكر أن مشروع الحفاظ على تمثالي ميمنون والمعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث شمل العديد من الأعمال البارزة، من بينها ترميم وإعادة تركيب ورفع زوج من التماثيل الجالسة المصنوعة من الكوارتزيت عند مدخل الصرح الثاني، ورفع تمثالين ملكيين واقفين من الكوارتزيت عند البوابة الشمالية لحرم المعبد. كما أُتيح إنقاذ هذه الآثار المفككة وإخراجها من الطمي والمياه المالحة وإعادتها إلى مواقعها الأصلية بفضل تنفيذ نظام شامل لخفض منسوب المياه الجوفية، أسهم في خفض مستوى الأرض بنحو ثلاثة أمتار.
وشملت الأعمال كذلك العثور على 280 تمثالًا وأجزاء تماثيل للإلهة سخمت ذات الرأس الأسد، وتوثيقها وترميمها، تمهيدًا لعرضها بفناء الأعمدة بالمعبد، إلى جانب اكتشاف وإنقاذ تمثالين لأبي الهول من الحجر الجيري، يجري العمل حاليًا على ترميمهما، فضلًا عن وضع خطة شاملة لإدارة الموقع وحمايته.
صورة الخبر نقلًا عن حساب مجلس الوزراء على فيسبوك.
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار