تستمع الآن

«خير الكلام» | الشيخ رمضان عبد المعز: أعلى شهادة تقدير يحصل عليها الإنسان هي الرضا

الجمعة - ٠٧ نوفمبر ٢٠٢٥

تحدث الشيخ رمضان عبد المعز، اليوم الجمعة، عبر برنامج «خير الكلام» على نجوم إف إم، عن نعمة الرضا وأثرها في حياة الإنسان.

وقال الشيخ رمضان عبد المعز: «من أعظم نعم الله على العبد التي لا تُعد ولا تُحصى، نعمة الرضا، ربنا سبحانه وتعالى يقول لسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام: (ولسوف يعطيك ربك فترضى)، وأعلى وسام حصل عليه الصحابة هو وسام الرضا، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: «رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ». وأعلى شهادة تقدير يمكن أن يحصل عليها الإنسان هي الرضا، كما قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)، فالرضا هو جنة الدنيا، وبستان العارفين، ومستراح الأولياء والصالحين. وقال النبي ﷺ: (ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس)».

وأضاف: «ينادي الله سبحانه وتعالى على أهل الجنة فيقول: «يا أهل الجنة، هل رضيتم؟»، فيقولون: وكيف لا نرضى وقد أدخلتنا الجنة ونجيتنا من النار؟ فيقول الله تعالى: «ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا». وقال تعالى في سورة التوبة: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)».

وتابع الشيخ رمضان عبد المعز: «الأكبر من نعيم الجنة ومتاعها هو رضا الله سبحانه وتعالى، ولذلك أحببت أن أُذَكِّر نفسي وإياكم بنعمة الرضا. ومن المهم أن نطبق قول النبي ﷺ: «ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس». وقال تعالى في سورة الشورى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)، أي أن الله يُنزل الرزق بقدر ما يشاء، ويمنح كل إنسان ما يصلحه».

وأوضح: «في سورة البقرة يقول الله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ). ففوِّض أمرك للعليم الحكيم، فهذا ما يجعلك تعيش في الدنيا بحالة من الرضا. فكما قسم الله الأرزاق قسم العقول، والرضا نعمة عظيمة لا يسعد بها إلا القليل. وعلى العبد أن يثق أن الله حكيم مدبر، وأن يُدرّب نفسه على الرضا بالمقسوم».

وختم الشيخ رمضان عبد المعز حديثه قائلاً: «كلامي عن الرضا لا يعني قتل الطموح داخل الإنسان، فليس معنى الرضا أن يرضى الجاهل بجهله أو المريض بمرضه، بل إن الله سبحانه وتعالى قال: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)، أي أنه أمركم بالسعي والعمل والبناء والجد والاجتهاد، ثم انتظار النتائج من عند الله، وهذا هو المعنى الحقيقي للرضا، من أهم أنواع الرضا هو الرضا بالقضاء والقدر».


الكلمات المتعلقة‎