استضاف الإعلامي إبراهيم عيسى في حلقة اليوم الأربعاء من برنامج «لدي أقوال أخرى» على إذاعة «نجوم إف.إم»، الكاتب والشاعر حازم ويفي.
وتحدث الشاعر حازم ويفي عن شعر العامية وشعر الفصحى والشعر الغنائي، وضرب مثالًا بشاعر العامية الكبير فؤاد حداد، قائلًا إنه لم يكن يهتم بكتابة الأغاني بقدر اهتمامه بكتابة الدواوين، إلا إذا أراد أحد الفنانين تحويل إحدى قصائده إلى أغنية.
وأوضح ويفي: “شاعر العامية يحتاج إلى وقت لاستدعاء حالة إنسانية تتطلب كتابة ديوان ونشره، وتكون تجربته ذاتية سواء كانت اجتماعية أو سياسية، بينما لا يحتاج شاعر الأغنية إلى هذا الوقت الطويل لاستدعاء حالة معينة”.
وأشار إلى أن الناقد الأدبي الراحل الدكتور صلاح فضل فكّ هذا الاشتباك بين شعر العامية وشعر الفصحى في كتابه «شعر العامية من السوق إلى المتحف»، مؤكدًا أنه لا يوجد تعارض بين شعر الفصحى وشعر العامية، ولا يقل أحدهما عن الآخر.
وأضاف أن الشاعر الراحل بيرم التونسي كتب أشعارًا بالزجل لا يمكن لشعر الفصحى أن يعبّر عنها بذات القوة، وكذلك رباعيات صلاح جاهين التي تُعد مثالًا على عمق العامية وقدرتها على التعبير الفلسفي والوجودي.
وتحدث ويفي عن اتجاه بعض المطربين لكتابة وتلحين أغانيهم بأنفسهم، موضحًا: هناك فرق بين أن يصنع المؤلف والملحن أغنية، وبين أن يكتب المطرب أغنيته بنفسه، ولدينا أمثلة مثل أمير عيد، وعايدة الأيوبي، ومحمود العسيلي. لكن كتابة الشعر الغنائي لها قواعد وأساسيات، إذ يجب على الشاعر أن يوازن كلماته ولا يقدم للمطرب نصًا به كسر في الوزن، والفرق في الصنعة يظهر عندما يتدخل شاعر غنائي متمكن من أدواته.
وعن عمالقة كتابة شعر العامية، قال ويفي: “لدينا نجيب سرور، وسيد حجاب، وفؤاد قعود، ومجدي منصور، وهم محطات مهمة ومحورية في كتابة الأغنية المصرية، خاصة تجربة الرباعيات التي قدمها صلاح جاهين، إذ أظهر من خلالها قدرة العامية على التكثيف والعمق، وكيف يمكن في دقيقتين فقط التعبير عن فكرة كاملة”.
وختم الشاعر حديثه قائلًا: “اللغة العامية قادرة على قول كل شيء، وصلاح جاهين في رباعياته طرح أسئلة وجودية بمنتهى العمق، وقد قال بنفسه إن الرباعيات هي أكثر ما سيُعرّف الناس به بعد وفاته”.
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار