تستمع الآن

الكاتب وائل السمري لـ«لدي أقوال أخرى»: جزء كبير من أحداث روايتي «لعنة الخواجة» وقع بالفعل في الواقع

الأربعاء - ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥

استضاف الإعلامي إبراهيم عيسى، في حلقة، اليوم الأربعاء، من برنامج «لدي أقوال أخرى» على «نجوم إف إم»، الكاتب وائل السمري، للحديث عن روايته الأولى «لعنة الخواجة».

وقال السمري إنه يتناول في روايته عالم بيع الكتب القديمة، موضحًا: «هناك من يرى هذا العالم مجرد أوراق قديمة، بينما أراه كنزًا من التاريخ. كنت قد أطلقت قبل عامين حملة بعنوان (لن يضيع)، دعوتُ من خلالها إلى جمع كل الأرشيف الوطني للشخصيات الكبيرة، وقدّمناه حينها لوزارة الثقافة».

الرواية مستوحاة من الواقع

وتابع: «جزء كبير من أحداث الرواية مستمد من وقائع حقيقية، اكتشفتها أثناء بحثي عن تراث الشخصيات الراحلة وجمعه. وعندما وقفت على هذا التاريخ الذي وثقته في الرواية، جذبني بشدة».

وأضاف: «بطل الرواية تاجر كتب، كان في الأصل صحفيًا تورّط في نشر أخبار كاذبة، فحكمت عليه المحكمة وتوقف عن العمل. باع مكتبته لتأمين قوت يومه، وبدأ في شراء الكتب وبيعها حتى أصبح تاجر كتب. وفي أحد الأيام عثر على تراث أدريان ألبير دانينوس، صاحب فكرة إنشاء السد العالي. وقد حدث معي أمر مشابه بالفعل، إذ وجدت أوراق دانينوس لدى أحد باعة الكتب القديمة الذين يزوّدونني عادةً بمثل هذه الوثائق التراثية».

وأوضح: «الأب، والد البطل في الرواية، يُجسّد حالة فريدة من العبقرية والانتماء، وكان لابد أن تأخذ شخصيته مساحة كبيرة في الرواية. فلو لم يكن عالمًا بتاريخ مصر، متبصرًا بأحوال شعبها، متعاطفًا معهم، لما كان دانينوس أدريان ألبير مدافعًا عن هذا البلد. ووالده من أصول يونانية، وُلد في الجزائر، وتعلّم الفرنسية، ثم سافر إلى فرنسا وعمل في متحف اللوفر بباريس. وبعد ذلك استقدمه الخواجة ميريت للعمل في مصر، ولم يغادرها لفترة طويلة، إذ أسس عائلته هنا، وكان عالم آثار بارزًا وله شغف بالزراعة. ومن كتابات ألبير يتضح أنه كان يؤمن بأن الفلاح المصري لا يقل ذكاءً ولا عزيمةً عن الفلاح الأوروبي، وأن مصر تمثّل مزيجًا فريدًا من تعدد الثقافات والأديان».

 

بدايات دانينوس

وعن عمل دانينوس في مصر، أوضح السمري: «دانينوس درس الزراعة في جامعة القاهرة، ثم حصل على دبلوم في القانون من باريس. بدأت حياته العملية عام 1911، وبدأ يفكر في تنفيذ مشروعات زراعية، وهو أول من أدخل زراعة الكتان إلى مصر، كما أنشأ مشروع الألبان المبسترة، وسعى لتوليد الكهرباء من خزان أسوان لاستخدامها في إنتاج السماد الآزوتي بالسد العالي فيما بعد، وخاض نضالًا كبيرًا لإقناع المسؤولين بأفكاره».

وأشار إلى أن «دانينوس تبنّى فكرة السد العالي، وأنفق من ماله الخاص لاستقدام العلماء وإجراء دراسات الجدوى لأهم مشروع في القرن العشرين، رغم تكذيب الكثيرين له واتهامه بالجنون».

وأكد: «بعد ثورة يوليو، أرسل دانينوس فكرته إلى مجلس قيادة الثورة، الذي بدوره شكّل لجنة لدراسة المشروع، وأكدت إمكانية تنفيذه. وكان لا بد أن تقوم الثورة لكي يُنفَّذ السد العالي فعلًا. وقد أشار الرئيس الراحل أنور السادات إلى دانينوس في مذكراته، فيما تبنّى الرئيس جمال عبد الناصر المشروع لاحقًا».


الكلمات المتعلقة‎