«التوليفة»| أحمد مراد: «قيمة أن يُساء فهمك» كتاب مهم للغاية عن تأثير الأحكام المجتمعية والتنمر الإلكتروني

تحدث الروائي أحمد مراد عبر برنامج «التوليفة» برعاية iRead، اليوم الثلاثاء، على «نجوم إف إم»، عن كتاب «قيمة أن يُساء فهمك» للكاتب العراقي زياد مرار.

وقال أحمد مراد: «الفيلسوف والروائي الشهير جان بول سارتر لديه جملة شهيرة تقول: (الجحيم هو الآخرون)، وردت في إحدى مسرحياته، ومن خلال تفكيرنا فيما يحدث حولنا، خصوصًا على مواقع التواصل الاجتماعي، نجد أن البعض يركّز على الكريزة فوق التورتة، ولا يفكر في كيف وصل هذا الشخص إلى هذه المرحلة من النجاح أو كم اجتهد، للأسف، أصبحنا عبيدًا حقيقيين للجذب وللرغبة في نيل إعجاب الآخرين باستمرار».

وأضاف: «الجحيم الحقيقي هو أن نحكم على الآخرين ونوصم الناس بما ليس فيهم. وسنتحدث اليوم عن كتاب للكاتب العراقي زياد مرار، ترجمه الأستاذ أحمد سمير درويش، يتناول فكرة الأحكام المجتمعية وتأثيرها علينا سلبًا وإيجابًا، والكتاب بعنوان (قيمة أن يُساء فهمك)».

الوصمات المجتمعية

وتابع مراد: «ابنة المؤلف قالت: نفسي ألا أتعرض للإحراج من الآخرين، وربما كان ذلك أحد أسباب كتابة هذا العمل، وقد أشار المؤلف إلى أن الإحساس بالإحراج المجتمعي يمثل حقل ألغام للبشر، خاصة في ظل انتشار التنمر الإلكتروني الذي أصبح يدفع البعض إلى الانتحار. فالشخص الآن يصنع قناعًا ليتوازن بين نفسيته الداخلية وصورته أمام الناس. ولدينا نوعان من الخلل: داخلي وخارجي، والوصمات المجتمعية قادرة على تدمير الأفراد نفسيًا بالكامل».

وأوضح مراد: «الذنب يرتبط بفعل ارتكبته في حق الآخرين، بينما العار يرتبط بالفعل وبالشخص نفسه؛ كأن تشعر أن كونك أنثى في مجتمع ذكوري أمر معيب، أو أن تولد في قبيلة يُوصم أبناؤها بصفة سلبية رغم أنك بريء منها. هذه الوصمات باتت أكثر تأثيرًا في عصر السوشيال ميديا، وقد تؤدي إلى انهيار حياة الإنسان نفسيًا أو اجتماعيًا. نحن كأشخاص نسعى دائمًا إلى الشعور بالحب والقبول، لكن البعض يعاني من فراغ داخلي ينعكس في سلوكياته».

وأشار مراد إلى أن «الكاتب زياد مرار تناول في كتابه أيضًا فكرة السمعة التي تلتصق بالإنسان طوال حياته، فقد يرتكب فعلًا خاطئًا واحدًا، فيظل المجتمع يوصمه به للأبد، دون أن يمنحه فرصة للغفران، رغم أن الله غفور رحيم والعفو عند المقدرة».

إصدار الأحكام

واختتم أحمد مراد حديثه قائلًا: «من المهم أن نقرأ ونكون على وعي بما يحدث حولنا، حتى لا يجرؤ أحد على إطلاق الأحكام علينا أو وصمنا بأي شكل. علينا أن نتحرر من قيود المجتمع طالما لا ضرر ولا ضرار. فإصدار الأحكام على الآخرين جريمة حقيقية إن لم نكن واعين، وكما يقال: إن لم تقل خيرًا فلتصمت».