تحدث الروائي أحمد مراد عبر برنامج «التوليفة» برعاية iRead الثلاثاء، على «نجوم إف إم»، عن جذور الصراع «العربي الإسرائيلي»، بالتزامن مع اعتراف عدد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين.
قال أحمد مراد إن فلسطين كانت منذ القدم موطنًا للكنعانيين وهم شعب سامي قديم، مضيفًا: «التوراة تحكي عن مملكتين يهوذا وإسرائيل، والمؤرخين أشاروا إلى أنهم كانوا قبائل صغيرة مشتتة، ولا يوجد دليل على هذه الممالك، وفكرة الشعب الواحد المتجانس ظهرت في السبي البابلي».
وأوضح: «دولة بابل احتلت الشام وفلسطين، وأسروا اليهود ليعيشوا لفترة طويلة في منطقة العراق، حتى جاء أحد الملوك وحررهم وفي تلك الفترة تكونت التوراة».
وأشار إلى أن «السبي البابلي» أدى لإحساس اليهود بنوع من الاضطهاد، ما أدى لتكوين نوع من الاتحاد فيما بينهم، موضحا: «وصلوا لأرضهم بعد السبي البابلي».
وأشار إلى أن فلسطين خلال العهد العثماني كانت مجتمعاً زراعياً وتجارياً متنوعاً يضم مسلمين ومسيحيين وأقلية يهودية.
ونوه بأنه خلال الحروب الصليبية 1099 ميلادية، واجه المسلمون واليهود بالقدس حملات ممنهجة على يد الجماعات الصليبية التي جاءت من أوروبا، مشيرا إلى أن صلاح الدين استطاع التخلص من تلك الحملات واستعاد القدس بعد حرب كاملة.
وأشار إلى أن اليهود في القدس كانوا أقلية هادئة، إلا أن التوتر بدأ مع هجرة منظمة مدعومة بأوروبا، موضحًا: «الأزمة جاءت لما فصيل يقول أنا الحل، ويقرر هذا الفصيل الرجوع لجبل صهيون بما يسمى (العودة)، وبسبب الحرب العالمية وتعرض يهود أوروبا للاضطهاد خاصة في منطقة أشكيناز، هربوا وجاءوا محملين بهجوم شديد على يهود الشرق الذي كانوا يعيشون في هدوء».
بداية التدفق
وأوضح مراد أن النزوح إلى الشرق الأوسط بدأ من خلال حملات الاضطهاد التعليمي والثقافي تجاه اليهود الموجودين في أوروبا.
تابع قائلا: «أوروبا اخترعت لعبة الصهيونية، لذا فإن النخب اليهودية رأت أن الحل يتمثل في إقامة وطن قومي، وكان الهدف في البداية هولندا والأرجنتين لكن تم اختيار فلسطين».
وعد بلفور
كما تطرق أحمد مراد للحديث عن «وعد بلفور»، موضحا: «الأمر بدأ من وعود حصل عليها يهود أمريكا وروسيا، للحصول على وطن بدلا من الاضطهاد الذي عانوا منه، لذا كان الحصول على وطن يقابله الحصول على نفوذ كبير في أوروبا وسيطرة مالية كاملة، فالموضوع تحول إلى مشروع استيطاني بوجود ملاك داخل الأراضي الفلسطينية تم طردهم».
وشدد على أنه أنه كان هناك اعتراض عالمي على وعد بلفور، حيث كان الاضطهاد هو محرك الأزمة الأساسي.
حرب 1948
وأكد أحمد مراد على أن حرب 1948 كانت بمثابة الطامة الكبرى للدول العربية، حيث إن العرب شنوا هجومًا غير منظم لاستعادة الأراضي لكن الهجوم لم ينجح، موضحا أن الحل كان اللجوء للمفاوضات وقطع العلاقات.
وأوضح: «الحرب اندلعت بسبب رغبة بريطانيا في التخلي عن مستعمراتها بعدما وجدت أن مشاريعها خاسرة، لذا بدأ اليهود في ضرب المصالح البريطانية، وشن هجوم على الفلسطينيين في محاولة لتهجيرهم».
حرب 1956
كما تناول حرب 1956، موضحا أن فرنسا وإسرائيل وإنجلترا شنوا عدوانًا ثلاثيًا على مصر بعد قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.
وأوضح أن مصر وقعت تحت ضغط شديد من هذه الدول وسط مقاومة مصرية باسلة، مضيفًا: «بورسعيد تعرضت لاعتداءات ضخمة في تلك الفترة والشعب المصري وقف أمام جيوش الكرة الأرضية».
وقال: « بعد 1965 حدث عداء كبير موجود وتضاعف جدا وتم طرد اليهود الموجودين من مصر، وبالتالي لم يبق إلا السوفييت فقط».
حرب 1967
وأوضح أن حرب 1967 اندلعت شرارتها بعد تصريحات من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تجاه إسرائيل، منوهًا بأن في تلك الفترة بدأت إسرائيل تتدخل في الشؤون السورية.
وأكد: «الرئيس جمال عبد الناصر سحب قوات الـUN وهو إعلان للحرب، وأصدر تصريحات مزعجة لهم وحشد الحدود، وردت إسرائيل بهجوم استمر 6 أيام أفقدت الجيش 85% من قوته، وحصلت على جزء من سيناء».
وأشار إلى أنه بعد حدوث حرب 1967، نشأت منظمة التحرير الفلسطينية، والتي أقنعت الأنظمة العربية أنه لا بد من حدوث حشد ولا بد أن يقاتل الفلسطيني بنفسه، مشددا على أن ما حدث للفلسطينيين هو خطة تطهير عرقي ممنهجة.
وقال مراد إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقع في الفخ السوفييتي، موضحًا: «اعتقد أن السوفييت وضعوا توازنات سياسية بالنسبة لهم في تلك الفترة».
وأكد على أن أمريكا اعترفت بإسرائيل كحليف استراتيجي بعد حرب 1967، لأنها أثبتت قوتها ضد الاتحاد السوفييتي.
الانتفاضة الأولى
وأوضح مراد أن الانتفاضة الأولى 1987، حدثت بعد دهس أحد العمال ثم تحولت بعد ذلك إلى انتفاضة شعبية، مشيرا إلى أن أوروبا لا تضغط على إسرائيل نتيجة اللوبي المسيطر والمصالح الاقتصادية المشتركة.
وختم مراد إن اعتراف بعض الدول الأوروبية بدولة فلسطين مؤخراً قد يكون رمزيا أكثر منه اعترافاً فعليا، يهدف لتحقيق مصالح قد تكون سياسية.
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار