استضاف الإعلامي يوسف الحسيني، في حلقة، اليوم الأحد، من برنامج «حروف الجر» على «نجوم إف.إم»، الكاتبة الصحفية فيولا فهمي للحديث عن حماية الصحفيين والإعلاميين العاملين في مناطق النزاع.
وقالت فيولا فهمي إن الحرب الأخيرة على غزة شهدت «زلزالًا أخلاقيًا هز المنظومة الصحفية عالميًا»، بعد استهداف أكثر من 250 صحفيًا، وهو رقم يتجاوز معدلات القتلى في الحروب العالمية.
وأضافت أن «القضية الفلسطينية كانت دائمًا مقتلة للصحفيين لكنهم كانوا يسقطون فرادى، أما اليوم فأصبح الأمر بالجملة، والأخطر هو اعتياد الجريمة، إذ يتعامل الاحتلال الإسرائيلي مع استهداف الصحفيين كأمر يومي معتاد».
وأكدت أن «اغتيال الصحفيين بات يتم بشكل فج، إلى جانب استهداف أسرهم، وهو ما يمثل رعبًا لكل العاملين في المهنة»، لافتة إلى أن مؤشرات حرية الصحافة حول العالم في أدنى مستوياتها، بينما تظل منطقة الشرق الأوسط الأخطر عالميًا.
وأوضحت أن المنطقة لم تهدأ منذ عام 2011 بسبب النزاعات المسلحة والحروب الأهلية والاحتلال، وهو ما يرفع معدلات الانتهاكات ضد الصحفيين، إذ لا يرغب أي طرف من أطراف الصراع في كشف جرائمه.
المواثيق الدولية
أشارت فيولا فهمي إلى أن «المواثيق الدولية أكدت على حماية الصحفيين ولو نظريًا، لكنها بلا قدرة حقيقية على الأرض لإيقاف الانتهاكات»، معتبرة أن «منظومة العدالة العالمية في خبر كان، إذ لم تُسجل أي سابقة تاريخية بمحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين».
التدريب الميداني
ولفتت إلى أن «التدريب الميداني الاحترافي للتغطية في مناطق النزاعات شبه غائب في العالم العربي، رغم أن المنطقة واحدة من أكثر المناطق سخونة»، مشيرة إلى أن بعض المؤسسات تدرّب الصحفيين حتى على كيفية التعامل مع الخاطفين، لكن هذه المبادرات محدودة للغاية.
ودعت إلى «التشبيك بين نقابات الصحفيين العربية لتبادل الخبرات، إلى جانب التعاون مع منظمات المجتمع المدني»، مؤكدة أن المؤسسات الصحفية مطالبة بعمل تدريبات قوية للصحفيين على المستويين الميداني والقانوني.
وقالت: «لا توجد قصة في العالم تستحق حياة الصحفي، ولا بطولة في أن يُعرّض نفسه للاعتقال أو الموت. مهمتنا أن ننقل الخبر لا أن نصبح نحن الخبر».
صحافة التريندات
وتطرقت فيولا فهمي إلى ما سمّته «صحافة التريندات»، مشيرة إلى أنها تملأ الفراغ الناتج عن تراجع الصحافة الجادة، وأضافت: «للأسف بدأنا نضخّم قصصًا ثانوية ونغفل القضايا الحقيقية، مما قد يفقد المواطن الثقة في الصحافة، لذلك لا يجب سحب الأدوات من الصحفي الجاد، بل دعم وجود صحافة مسؤولة قادرة على تشكيل وعي الشعوب وإظهار الحقائق».
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار