تستمع الآن

«خير الكلام»| الشيخ رمضان عبد المعز يوضح فضل صيام يوم عاشوراء

الجمعة - ٠٤ يوليو ٢٠٢٥

تحدث الشيخ رمضان عبد المعز في حلقة، اليوم الجمعة، من «خير الكلام» على «نجوم إف.إم»، عن فضل وأهمية صيام يوم عاشوراء.

وقال الشيخ رمضان عبد المعز: «نحن في شهر الله المحرّم، وهو شهر عظيم، وقد قال سيدنا النبي ﷺ: أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرّم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل. وسنوضح في هذه الحلقة فضل يوم عاشوراء وأهمية صيامه».

وأضاف: «عندما تحدّث النبي ﷺ عن الأشهر الحُرُم، قال إنها أربعة: ثلاثة متوالية، وهي ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، بالإضافة إلى شهر رجب الفرد بين جمادى وشعبان. والغريب أن كل هذه الأشهر تُذكر باسمها فقط، إلا شهر المحرم، فيُقال عنه “شهر الله المحرّم”، وهذا يدل على عِظم مكانته. لذا، من السنّة أن نصوم فيه يومَي الاثنين والخميس، وكذلك الأيام البيض: 13 و14 و15 من الشهر».

وتابع: «عندما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم عن سبب صيامهم، فأجابوا: إنه اليوم الذي نجّى الله فيه سيدنا موسى عليه السلام وقومه، وأغرق فرعون وجنوده. وكان موسى عليه السلام يصومه شكرًا لله، فصامه النبي ﷺ وأمر بصيامه، وقال لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم، فصوموه. لذلك يُعد صيام يوم عاشوراء سُنة، وقد بيّن النبي ﷺ أن من صامه يُكفّر عنه ذنوب سنة كاملة، ومن المستحب أن يُصام معه يوم قبله أو بعده، أي يوم 9 و10 أو 10 و11 من شهر المحرم».

وأشار إلى أن يوم عاشوراء يحمل في طيّاته العديد من الدروس والعبر، وقال: «في القرآن الكريم، أمر الله تعالى نبيّه موسى عليه السلام بأن يسري ببني إسرائيل ليخرجهم من بطش فرعون. وعندما اقترب فرعون بجنوده، قال أصحاب موسى: إنا لمدركون. فردّ موسى بكل يقين: كلا إن معي ربي سيهدين. فكان الفرج بمعجزة شقّ البحر بعصا موسى، كما جاء في قوله تعالى: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ، فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ، وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ)، وهنا نتعلّم أن عناية الله لا تفارق عباده المؤمنين».

وأوضح الشيخ رمضان عبد المعز: «في كتاب الله نجد أن الله مع المؤمنين، ومع المتقين، ومع الصابرين، ومع المحسنين. والإيمان هو أن يأمنك الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم، أي ألّا تؤذي أحدًا أو تتتبع عورات الناس. أما التقوى فهي بمنتهى البساطة تعني أن تقي نفسك من غضب الله، فلا ترتكب المعاصي، ولا تتواجد في أماكن تغضب الله».

واختتم قائلًا: «من أهم دروس عاشوراء أن نتعلّم: كن مع الله، ترَ الله معك، فإذا كان الله معك فلا أحد عليك. ولكي تنال معية الله، لا بد أن تكون من الصابرين، فالصبر 3 أنواع: صبر على الطاعة، كأن تصلي وتصوم وتبرّ والديك، وصبر على أداء الواجبات، وصبر عن المعاصي».


الكلمات المتعلقة‎