تستمع الآن

«التوليفة»| أحمد مراد يتحدث عن «حضارات عربية قديمة» من إصدارات الكاتب إريك كلاين

الثلاثاء - ٠٨ يوليو ٢٠٢٥

تحدث الروائي أحمد مراد عبر برنامج «التوليفة» برعاية iRead اليوم الثلاثاء، على «نجوم إف إم»، عن كتابي «1177 قبل الميلاد» و«ما بعد 1177» للكاتب إريك إتش كلاين.

قال مراد إن إريك كلاين أستاذ تاريخ وآثار بجامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، ومتخصص في تاريخ العالم القديم وتاريخ الشرق الأدنى ومناطق البحر المتوسط في العصر البرونزي المتأخر، كما حصل على عدد من الشهادات وشارك في مشاريع أثرية.

وأوضح أحمد مراد أن الكتاب الأول «1177 قبل الميلاد» يطرح تساؤلا مهما حول أسباب اختفاء حضارات عظيمة مثل حضارات العصر البرونزي التي انتهى بها الحال لموجة من الاضطرابات وفقدان السيطرة.

وأكد على أن مصر كانت حضارة كبيرة جدًا في تلك الفترة، وكانت في أوج قوتها بالعصر البرونزي.

وأشار إلى أن الكاتب إريك كلاين ذكر في كتابه أن عوامل الانهيار لم تكن واحدة، بل متعددة، من أبرزها الهجمات التي شنّتها ما تُعرف بـ “شعوب البحر” على مصر، في عهد الملك رمسيس الثالث.

وأضاف أن «شعوب البحر» كانوا بمثابة موجة بشرية مدمرة جاءت من صقلية “جنوب إيطاليا”، وقد تصدى لهم الملك رمسيس الثالث واستطاع هزيمتهم، بحسب وثائق وجدت على جدران معبد «هابو».

وأكد على أن الانتصار الذي قام به «رمسيس الثالث» رغم أهميته أضعف مصر، كحال معظم الحضارات المحيطة بها في تلك الفترة.

ونوه بأن الكاتب أكد على أن الحضارات لا تنهار بطرق متوقعة، وأن العالم آنذاك لم يكن مترابطًا بما يكفي.

تابع قائلا: «بعد رمسيس الثالث، واجهت البلاد أزمات داخلية، تمثلت في الانقسامات والتفكك خاصة على مستوى الأقاليم، ما أدى إلى تذبذب في القوة من الأسرة العشرين وصولًا إلى الأسرة الثلاثين».

وأكد على أن «شعوب البحر» لم تكن العامل الوحيد وراء اختفاء الحضارات، بل ساهمت أيضًا الزلازل القوية، والحروب، والأوبئة، إلى جانب انهيار شبكة التجارة التي كانت تربط مصر بكنعان (منطقة الشام) في ذلك الاختفاء.

انهيار العصر البرونزي

وأشار إلى أن العديد من الحضارات بأواخر العصر البرونزي دمرتها عمليات الغزو، والثورات، والكوارث الطبيعية، والمجاعات، وزوال التجارة الدولية.

وأوضح: «انهيار العصر البرونزي لم يكن نهاية للعالم، لكن حدثت دورة جديدة، مع ظهور نظام جديد أطلق عليه العصر الحديدي».

وقال مراد إن اليونان، بحسب المؤرخين، دخلت أيضًا في عصر مظلم، لكنها تحولت إلى حاضنة للابتكار، وشهد مجتمعها تطورًا ملحوظًا، كما حدث في مصر التي تميزت في تلك الفترة بمرونتها في مواجهة الأزمات وحل المشكلات.

وأضاف أن جزيرة قبرص استقبلت موجات كبيرة من المهاجرين، وتحولت إلى ملتقى لطرق التجارة العالمية، وتمكنت من الصمود أمام تلك الاضطرابات، ما ساعدها على تحقيق قدر من التقدم والتطور.

وأضاف أن الكاتب يوضح أن المجتمعات التي امتلكت مرونة داخلية، واعتمدت على شبكات محلية صغيرة ومتنوعة، وتمتعت بقدر من الحداثة، كانت الأقدر على إعادة البناء وتشكيل نظم جديدة بعد انهيار النظم القديمة.

ما بعد 1177

وقال مراد إن الكاتب تناول في كتابه الثاني الفترة التي أعقبت عام 1177 قبل الميلاد، حيث تطرق إلى العصر الحديدي المبكر، وكيف تمكنت العراق من فرض هيمنة قوية في تلك المرحلة، وصعود آشور.

وأوضح أن قوة الضربة التي تعرضت لها المنطقة كانت مختلفة في شدتها، مشيرًا إلى أن البابليين واجهوا أزمات مشابهة، بينما تمكن “الآراميون” الذين نجوا من تلك الاضطرابات في منطقة العراق من النهوض مجددًا باللغة وتكوين كيان قوي في تلك الحقبة.

وأضاف أن التحول من الانهيار إلى كيان مستقل كان له خطوات، منها: تأسيس قيادة تنفيذية عسكرية، وإعادة تنظيم إداري، وتحكم استيراتيجي بالموارد والطرق، ونشر ثقافة تخدم الدولة الأشورية والآرامية والبابلية.

عوامل انهيار الحضارات

وأكد مراد على أن هناك عوامل تؤدي لانهيار الحضارات، تتمثل من بينها: انهيار الإدارة المركزية، واختفاء النخب القديمة، توقف الاقتصاد المركزي، هجران السكان وتراجعهم.

7 عوامل لـ المرونة

وأضاف أن الكاتب أوضح أن هناك 7 عوامل للمرونة، هي: وجود خطط بديلة جاهزة، وقدرة على الصمود العكسي والهجوم المضاد، والحفاظ على رضاء القاعدة الشعبية، والاكتفاء الذاتي من دعم الحلفاء عند الحاجة، والابتكار، وعدم الاستهتار بالأحوال المناخية، والموارد المائية المضمونة.


الكلمات المتعلقة‎