تحدث الروائي أحمد مراد عبر برنامج «التوليفة» برعاية iRead اليوم الثلاثاء، على «نجوم إف إم»، عن تاريخ القراصنة وبداية ظهورهم.
قال أحمد مراد إن فكرة «القراصنة» تعني السطو على مجموعة من الأشخاص بطريقة منظمة بهدف الحصول على أموال وكنوز، موضحا أن تلك الجماعات بدأت الظهور بسبب ظروف اقتصادية، وذلك في منطقة شرق المتوسط.
وأشار إلى أن «القرصنة» بدأت بمنطقة الجنوب الإيطالي وصقلية، نتيجة عوامل الفقر، حيث تم استخدام أنواع مختلفة الأحجام من المراكب لتنفيذ مهام تلك المجموعات.
وأوضح مراد: «الهدف وراء تلك المجموعات هو السفر والسطو على مناطق تتضمن الكثير من الخير والثروات».
وأشار إلى أن أول قراصنة هم «اللاكانت» وظهروا في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وكانوا ينطلقون من مناطق قبرص وبلاد الحيثيين، وتحالفوا مع قبائل تركية خلال العصر البرونزي.
وأوضح أن هؤلاء القراصنة تمكنوا من الوصول إلى مصر القديمة، وخاضوا معركة بحرية ضد رمسيس الثالث عام 1175 قبل الميلاد، انتهت بهزيمتهم.
قراصنة العصر الكلاسيكي
وأكد أحمد مراد على أن «كلاسيكيات القراصنة» ظهرت في عهد الإغريقيين والفينيقيين، حيث عرف هؤلاء القراصنة بالعنف الشديد.
ونوه بأن تلك الجماعات بدأت التوحش بشكل ملحوظ منذ عام 800 قبل الميلاد، وذلك بفضل دعم من بعض الحكومات في تلك الفترة، والتي كانت تسعى لاستغلالهم لتحقيق مصالحها.
قراصنة «السليسيان»
وتطرق مراد للحديث عن قراصنة «السليسيان»، مشيرا إلى أنه تم تصنيفهم كجماعات إرهابية في البحر المتوسط، بسبب أعمال النهب التي هددت طرق التجارة البحرية.
تابع قائلا: «على الرغم من مطالبة مجلس الشيوخ الروماني بمحاربتهم، إلا أنهم استطاعوا تأسيس مناطق نفوذ، وتحولت ملاجئهم، خاصة في جزيرة كريت، إلى بنى تحتية منظمة».
الفايكنج
وأوضح أحمد مراد أن من أشهر القراصنة هم «الفايكنج» الذين اشتهروا بأنهم «غزاة البحر الشمالي» من الإسكندناف، حيث امتد نشاطهم بين عامي 800 و1100 ميلادية.
وقال إن «الفايكنج» انطلقوا من بيئة قاسية نحو المناطق الدافئة، واشتهروا بعنفهم الشديد.
قراصنة البلطيق
وأشار إلى أنه في القرن الرابع عشر، ظهر «قراصنة البلطيق»، وكان من بينهم من عُرف بلقب «إخوان المؤن»، حيث تعاونوا فيما بينهم في مناطق مثل الدنمارك وستوكهولم، وعمل بعضهم كقراصنة ومرتزقة حسب حاجة الحكومات إليهم.
وأكد مراد على أن القراصنة لديهم قوانين وقواعد، ولا يدخلون في صراعات بشكل مباشر مع الدول، لكن تهديدهم المباشر كان باتجاه التجارة البحرية.
البربر
وأكد مراد على أنه في الوطن العربي، ظهرت قوتان بحريتان لقراصنة منظمين، كان أبرزها في منطقة البربر في القرن السادس عشر، ضمن المغرب العربي.
ونوه بأن هؤلاء القراصنة استغلوا موقعهم الاستراتيجي على البحر المتوسط، بالإضافة إلى الدعم المباشر من السلطنة العثمانية، وبنوا أسطول قوي.
وأشار إلى أنهم تحولوا إلى قوة بحرية وشنوا هجمات على السواحل الأوروبية، واستخدموا سفنًا شراعية سريعة، وفرضوا رسومًا على السفن.
قراصنة الكاريبي
كما تحدث أحمد مراد عن «قراصنة الكاريبي» بين عامي 1650 و1730، موضحا أن تلك الفترة أطلق عليها «العصر الذهبي للقراصنة».
وقال إن قراصنة الكاريبي ظهروا للقتال ضد إسبانيا خلال حروب الاستعمار، وبدأ العديد منهم في العمل بالتجارة والصيد قبل التحول إلى القرصنة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة حينها.
تابع قائلا: «جاء دعمهم في البداية من حكام المستعمرات الإنجليزية، الذين حرصوا على تشجيعهم على مهاجمة السفن الإسبانية، بينما اتسمت مجتمعاتهم بطابع سري ومنظم».
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار