شارك الفيلم المصري القصير «قفلة» ضمن فعاليات مهرجان بالم سبرينجز السينمائي الدولي في دورته الـ37 وهو أحد أهم مهرجانات الأفلام القصيرة في العالم حيث تقام فعالياته في مدينة بالم سبرينجز بكاليفورنيا وهو من ضمن المهرجانات المؤهلة رسمياً لجوائز الأوسكار وBAFTA وجويا الإسبانية.
فيلم «قفلة» بطولة جيهان الشماشرجي، صدقي صخر، مالك عماد، يارا جبران، نجلاء يونس، شيماء فاروق ويوسف دريس، وهو من تأليف وإخراج أحمد مصطفى الزغبي، والذي كان لموقع «نايل إف.إم» حوار خاص معه للحديث عن رحلة كتابة وإخراج هذا الفيلم القصير.
وقال المخرج أحمد الزغبي في حواره مع «نايل إف.إم»: «بدأت رحلتي كمساعد مخرج في فيلم “اشتباك” للمخرج محمد دياب، ومع أنني لم أدرس السينما في بيئة أكاديمية رسمية، إلا أنني تعلّمت ذاتيًا من خلال القراءة والملاحظة، والأهم من ذلك، الممارسة. في البداية، انجذبت أكثر نحو كتابة السيناريو. كتبت سيناريو قبل سنوات بعنوان “برشامة”، وهو قيد التصوير حاليًا، بإخراج خالد دياب. كما كتبت فيلمًا آخر طُوّر مع المخرج يسري نصر الله. ورغم أنه لم يتم تصويره، إلا أن تلك التجربة كانت بمثابة نقلة نوعية. ساعدني العمل عن كثب مع صاحب رؤية مثل يسري نصر الله على اكتشاف صوتي كمخرج. وعلى مر السنين، تعاونت مع العديد من المخرجين ككاتب، لكنني كنت دائمًا أحمل خيالًا بصريًا خاصًا للقصص التي أكتبها. في مرحلة ما، أدركت أن بعض القصص تحتاج إلى أن أرويها بنفسي، ليس فقط كتابتها، بل إخراجها أيضًا، لأنني كنتُ أرى تفاصيل تتجاوز النص بكثير. عندها أدركتُ أن الإخراج ليس خيارًا، بل ضرورة».
عرض هذا المنشور على Instagram
وعن فكرة كتابة النص لفيلم «قفلة» يقول «الزغبي» إن حادثة حقيقية أوحت له بذلك، إذ يوضح: «استوحيت الفيلم من حادثة حقيقية صادفتها: امرأة انتحرت بعد أن اقتحم جيرانها شقتها، واعتدوا عليها وعلى أحد ضيوفها، متهمين إياها بانتهاك الأعراف الأخلاقية. هزتني تلك القصة. لقد عكست نمطا أعمق من الهيمنة والسيطرة، لا سيما على النساء المستأجرات واللواتي يعشن بمفردهن. أردت استكشاف الجذور الاجتماعية لهذا العدوان، وكيف يعتقد سكان المبنى أن لديهم الحق في التحكم في حياة شخص آخر، مبررين ذلك بمخاوفهم وخيالاتهم».
وتابع: «موقع الفيلم كان بمثابة شخصية بحد ذاته. مجازيًا، السكان محاصرون في الداخل باختيارهم، متشبثين بمخاوفهم ومعتقداتهم المألوفة. بحثتُ عن مساحةٍ تُشعِرُكَ بالحياة – مساحةٌ تُجسّدُ بصريًا جنونَ الارتياب والحنين وتدهور سكانها. وجدت مبنى في وسط القاهرة، بسقف عريض وعظمة باهتة تشعرك بأنه كان يومًا ما يؤوي حياة مختلفةً، وأناسا مختلفين.
عرض هذا المنشور على Instagram
بصريًا، أردتُ الحفاظَ على ذلك الشعورِ بالزمنِ الضائع. ولإظهارِ ذلك، استخدمت تصميمًا صوتيًا لتصوير العالمِ الخارجيِ الفوضويِ – عالم يخشاه السكان. تسمع ذلك العالم، لكنك لا تراه أبدًا، مما يساعدكَ على فهم سبب خوفهم من المغادرة. الأمر لا يتعلق بالمكان فقط – بل بالإدراك أيضًا».
وعبّر المخرج أحمد الزغبي عن تأثره بردود الفعل التي لاقاها العمل في مهرجان تامبيري السينمائي، ويقول: «لقد أثرت في ردود الفعل في مهرجان تامبيري السينمائي حقًا. لقد فوجئت بمدى ارتباط الجمهور بالقصة، فرغم أنها تدور في بيئة مصرية، إلا أنهم رأوا انعكاسات لديناميكيات مماثلة في مجتمعاتهم. تحدث الكثيرون عن المخاوف المشتركة والخرافات والتبريرات الوهمية التي تغذي الكراهية والإقصاء.
عرض هذا المنشور على Instagram
سأل أحد الحضور عن عدد أيام تصوير الفيلم. عندما قلت “ثلاثة”، انهالت التصفيقات، فلم يتوقعوا تصويرًا مكثفًا كهذا لفيلمٍ يبدو متعدد الطبقات. ذكرتني تلك اللحظة بقدر ما يُمكن تحقيقه في وقتٍ محدود، عندما تكون لديك رؤية واضحة وفريق عمل يؤمن بها».
وعبّر «الزغبي» عن تقديره لفريق عمل الفيلم: «بذل فريق العمل قصارى جهده، خاصةً في ظل ظروف تصوير صعبة. كان التحدي الأكبر هو أننا لم نُصوّر مشهدًا تلو الآخر، بل كان علينا تصوير جميع زوايا الفيلم بالكامل، مُجمّعة حسب الموقع والإضاءة. تطلب ذلك مرونة عاطفية هائلة من الممثلين، حيث تنقلوا بين الإيقاعات واللحظات بتقدم خطي ضئيل».
عرض هذا المنشور على Instagram
وكشف عن تحضيره حاليا لأول فيلم روائي طويل له يعمل على كتابته وإخراجه موضحًا أنه من إنتاج محمد حفظي وأحمد الدسوقي. ويصفه بأنه «مشروع عزيز على قلبي، وآمل حقًا أن يجد الوقت المناسب ليُبصر النور».
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار