تحدث الروائي أحمد مراد عبر برنامج «التوليفة» برعاية iRead اليوم الثلاثاء، على «نجوم إف إم»، عن كتاب «خواطر حمار» الذي صدر عام 1857، ومن تأليف الكاتبة الكونتيسة دي سيجور.
قال أحمد مراد إن الكتاب عبارة عن مذكرات فلسفية وأخلاقية يرويها «حمار حكيم» أطلقت عليه الكاتبة اسم «الحمار العَالِم كديشون»، مشيرًا إلى أن دي سيجور بدأت مسيرتها الأدبية في عمر 58 عامًا.
وأوضح أن «دي سيجور» تقدم في كتابها حكايات فلسفية، بطلها حمار حكيم وراوي ويتمتع بالذكاء، ويرفض الجهل والإهانات، ويمتلك حيلة وخبرة كبيرة، مضيفا: «الكتاب يعكس تأملات حول الاحترام المتبادل بين الكائنات وبعضها، ويوجه رسالة ضد التعصب والتفرقة».
وأكد على أن الحمار لم يكن مجرد وسيلة للنقل عبر السنوات، بل كان شريكًا للإنسان في كثير من المواقف، بدءًا من تطور الزراعة ووصولًا إلى أدوار أكبر.
وأضاف مراد أن الحمار كان بمثابة قوة أساسية في العمليات الزراعية، وساهم في استصلاح مساحات واسعة من الأراضي، كما ساعد في نقل المحاصيل إلى المخازن بفعالية وتكلفة أقل مقارنة بالخيول.
تابع قائلًا: «يعد الحمار أرخص وسيلة للحرث الزراعي ونقل المحاصيل عبر التاريخ»، موضحًا أن بمقدوره حمل ما يصل إلى 30% من وزنه دون مشكلات، مع قدرته على تحمل الجوع والعطش، ما يجعله كائنًا مثاليًا للبيئات القاسية.
وأشار إلى أنه كائن يتمتع بالذكاء والصبر، ويعد رفيقًا للفقراء والمهمشين ووسيلة تنقل للعامل والفلاح والبائع المتجول، موضحا: «الحمار شريك مهم للإنسان في الحياة منذ سنوات».
الحمار كديشون
وقال مراد إن كتاب «خواطر حمار» تناول قصة الحمار «كديشون»، الذي كانت تملكه سيدة أساءت معاملته، حيث كانت تقسو عليه وتحرمه من الطعام، ما دفعه إلى الهرب بحثًا عن أماكن أكثر حرية.
وأوضح أن الكاتبة تسعى من خلال شخصية «كديشون» إلى تصحيح الصورة النمطية عن الحمار، نافية ما يُشاع عنه بأنه كائن كسول أو سيئ التصرف، مشيرًا إلى أن الحمار في القصة يظهر ذكاءً لافتًا، ويخوض مغامرات تعكس قدرته على المكر والدهاء.
وأشار إلى أن الكاتبة قالت: «السلام لا يُقاس بالمكان لكن يُقاس بالتعاملات والأشخاص الموجودين فيه، كما أن الحرية مسؤولية ولا تعني الفوضى وبالتالي لا يمكن الهروب منها».
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار