حلقتان فقط كانتا بمثابة النافذة التي دخلت منها الفنانة السودانية إسلام مبارك إلى قلوب الجمهور المصري، أو كما عرفناها في رمضان الماضي بـ«مدينة» في مسلسل «أشغال شقة جدًا».
لكن البصمة التي تركتها إسلام مبارك لم تكن محض صدفة كضيفة شرف على العمل، فهي نتاج سنوات من العمل الفني التي جعلتها من أبرز الممثلات السودانيات في جيلها، وربما تأخرت شهرتها قليلًا حالها كحال أقرانها من الفنانين السودانيين كما تقول هي أنه بسبب عدة ظروف سياسية واقتصادية لكنها تعود وتؤكد أن «العالم موعود بحضور سوداني مهيب»، هذا ما قالته في حوار خاص لـ«نايل إف.إم» وأشياء أخرى كشفتها عن مشوارها الفني، تجاربها السينمائية، الفن السوداني، وردود فعل الجمهور المصري.
وانطلقت الفنانة السودانية إسلام مبارك في الحديث عن أحدث أعمالها وهو فيلم «ضي» للمخرج كريم الشناوي والذي حصل على 4 جوائز في مهرجان هوليوود للفيلم العربي، وقالت: «جذبني للسيناريو إنسانية الفكرة الموجودة في طياته، والوجود الحقيقي للأشخاص (الألبينو) في المجتمعات والوصول إلى أغوار تفاصيل حياتهم وفهم مشاعرهم ومن حولهم».
وأضافت: «أستاذ كريم الشناوي يعرف تماما ماذا يفعل، واختياراته لكل نصوص أفلامه ومسلسلاته ذات مدلول مجتمعي»، مؤكدة أنها «تجربة أضافت لي الكثير جدًا على المستوى الفني والشخصي فوجودي ضمن طاقم ممثلين قامات باختلاف خبراتهم ومدارسهم أضاف رصيد فني كبير لي كممثلة، بالإضافة لظهوري في منصات مهرجانات عالمية للمرة الثالثة لكن بفيلم عربي مصري أكيد إنجاز لا يستهان به لتأكيد شخصي كممثل في العالم العربي والأوروبي».
ومن وحي شخصيتها في فيلم «ضي»، قالت إسلام مبارك: «المرأة السودانية كانت وستظل القوية الصامدة المثابرة المكافحة الصبورة المجتهدة، التي وبرغم كل ما تعيش من ظروف سياسية واجتماعية، إلا أنها تاريخ من البسالة والجمال في كل المجالات العملية وليست السينما فقط، وأعتقد أن شخصيتي في الفيلم لكل من شاهد أو سيشاهد قريبا، في حد ذاتها رسالة مضمونها (نحن لا نملك رفاهية الانهيار).
كما تطرقت إلى شخصية «مدينة» في مسلسل «أشغال شقة جدًا» والتي أحدثت صدى كبير لدى الجمهور المصري، وقالت: «لم أتوقع كل هذا الصيت لشخصية مدينة ولكنني سعيدة جدًا بهذا النجاح، كنت متابعة جيدة لحد كبير لكل التفاعل في السوشيال ميديا وكانت ردود الفعل بين مؤيد ومعارض ولكن غلبت محبة الكثيرين لشخصية مدينة، وكواليس أشغال شقة كما أسلفت في كثير من اللقا۽ات كانت تمتاز بالكوميديا والأجواء اللطيفة، وكنت أعتقد أنني وسط أسرة كبيرة وليس مجرد مجتمع عمل، فكل الأساتذة بلا استثناء كانوا قمة في اللطف والتعاون».
أيضًا كان فيلم «ستموت في العشرين» من أعمالها البارزة، حيث قالت: «ستموت في العشرين فيلمي السينمائي الأول بعد رحلة طويلة مع الدراما التلفزيونية فأنا أعتبره أساس مشواري السينمائي وله معزة خاصة بداخلي، فتجربتي فيه كانت عميقة وكبيرة في كل تفاصيلها، وأي مهرجان كان يعرض فيه الفيلم كان بمثابة إنجاز ضخم بالنسبة لي كيف لا وأنا التي خبرت دروب التمثيل من سنين عددا ولكن لظروف وأوضاع البلد لم يتثنى لي أي فعل سينمائي، فكان (ستموت في العشرين) الحلم المستحيل الذي تحقق بفضل الله».
وأكدت أن الفن السوداني يشهد «حضور مشرف رغم تأخره الشديد، فالممثل السوداني خامة ممتازة جدًا لكن كل الظروف السياسية والاقتصادية تسببت في عدم حضوره بصورة فاعلة، وأعتقد أنها البداية فقط والعالم موعود بحضور سوداني مهيب، ولا زلنا نتلمس الأعمال السينمائية بعد توقف سنين فأكيد هناك تطور، ووضح هذا التطور والتجديد في كل الجوائز التي نالها الكثير جدًا من الأفلام السودانية سواء كانت طويلة أو قصيرة أو وثائقية»، مشيرة إلى أن الفنون ليست لها حدود جغرافية، والممثل ليس مرهون بانتماءٍ ثقافي محدد».
وعن أعمالها الجديدة، أوضحت: «هناك مشاريع انتهيت من العمل فيها وهناك مشاريع بدأت العمل عليها وهناك مشاريع لا زالت في بدايات القراءة والنقاش، وبإذن الله سيكون لي تواجد في أعمال مصرية».
*صورة من الحساب الرسمي للفنانة إسلام مبارك على فيسبوك
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار