استضاف يوسف الحسيني في حلقة، اليوم الأحد، من «حروف الجر» على «نجوم إف.إم»، الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر.
وتحدث د. سعد الدين هلالي عن مصادر التشريع في الإسلام وكذلك أمور الفتوى، وأوضح أن «القرآن الكريم ليس دستور المسلمين ولكنه كما وصفه الله (هدى)، فالقرآن هداية ينير لك الطريق لكن القرار والتفسير يقع على عاتقك أنت، ولهذا لن تجد أن الله فسّر القرآن ولا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون القرآن قابل للتفسير جيلًا بعد جيل».
وأكد أن «الفتوى رأي أتى عن قناعة شخصية صادرة عن مخلوق ومن حقك أن تناقشه لأننا بشر مختلفين، فقد قال تعالى (وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَٰحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)»، مشيرًا إلى أن «الدستور أحادي الدلالة بدليل أنه يتم تعديله إذا كان حمّال أوجه من خلال المحكمة الدستورية، بعكس القرآن الكريم فهو حمّال أوجه».
وأوضح د. سعد الدين هلالي أن «التجرّأ على الفتوى يكون من خلال الحُكم بتحريم أو تحليل أمر رأيته على شخص آخر، لكن الفتوى للنفس أمر واجب عليك، حسب تقديرك، فدين الإسلام دين علم وأول آية نزلت هي (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، والنبي جاء من أجل أن يعلم الأُمّيين، ليصبحوا أصحاب قرار وليس أن يكون قراراهم في يد شيخهم».
وأوضح: «وظيفتنا هي البيان والمتلقي وظيفته التعقل والمشاركة في اتخاذ القرار، والقوانين ملزمة لكل الناس، وغير هذا نعيش في أعراف وتعليم والدستور كفل الكرامة للكل، والقرآن الكريم نزل لكل الناس وسيدنا محمد رسول للإنسانية وليس لناس معينة، والقرآن الكريم به قصص وعقائد وأحكام تشريعية، ومثلا في الآية الكريمة التالية بها عشرات الاحكام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)”.
وعن الفارق بين السنة والمرويات، قال الدكتور سعد الدين هلالي: «السنة هي الطريقة المتبعة، مثلا عندما نحب أن نأكل أشياء فيها روح يكون بالذبح أو بالصيد ولا نأكل الميتة إلا في الضرورة والسنة يعلمها المسلم وغير المسلم، أما الأحاديث فهي المرويات المقولات، ولهذا جميع الأحاديث المرويات على مسؤولية راويها وليس على مسؤولية النبي عليه الصلاة والسلام، عكس القرآن الكريم الذي نزل عليه وكتب بإشراف منه، هذه المرويات التي كتبها مثل الموطئ والبيهقي والإمام الحاكم، كل هؤلاء كتبوا هذه المرويات بجهود ذاتية، ولذلك يجب شكر كل من دون لأنه منحنا رؤية وطرح وليس إلزاما، والفقيه الذي يُعلم الآخرين فهو ينير لك الطريق ويقول لك شغل عقلك لو سمحت».
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار