تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، اليوم الأحد، عبر برنامج «سؤال الموعظة» على «نجوم إف إم»، عن سؤال قوم شعيب الموعظة.
وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «ليست الموعظة وظيفة أو مهنة أو حرفة ولكن هي سنة إلهية وفطرة إنسانية وعبادة إيمانية تنشئ بيئة متنامية في حسن أخلاقها، فكل من يرجو كمال المحامل ومكارم الأخلاق في عين الآخرين فليسأله بين الحين والآخر بما توصيني وتنصحني، فكل من يراك ويعرف عنك هم شهداء الله في الأرض، وإذا كان الدعاء هو سؤال الله الحوائج فإن الموعظة هي سؤال خلقه النصائح، ومن هنا كان سؤال الموعظة هو طريق الفالحين وثقافة الموفقين».
أضاف: «كل مواعظ الأنبياء والرسل في كتاب الله خالدة وصالحة لكل زمان ومكان، وسيدنا شعيب هو أحد الأنبياء الخمسة من العرب، أرسل الله سيدنا شعيب إلى قوم مدين وهم المعروفين بأصحاب الأيكة وكانت ديارهم في منطقة تبوك في السعودية حاليا، ويعرف أنه نبي الله شعيب بأنه خطيب الأنبياء لفصاحته واشتهر بوصف أنه الواعظ البليغ بين الأنبياء، وقال في موعظته وما توفيقي إلا بالله وورد اسمه في القرآن الكريم اسمه 11 مرة، وسجل القرآن الكريم مواعظ لسيدنا شعيب في 4 سور، وهي الأعراف وهود والشعراء والعنكبوت».
أضاف: «وقد اجتمعت في مواعظ سيدنا شعيب الدعوة إلى توحيد الله والعودة إلى الأمانات في المعاملات، فقد نشأ سيدنا شعيب في قوم مدين الذين اشتهروا بالتجارة والزراعة وإنتاج التمر، وكانت فيهم صفتان دميمتان، الأولى الشرك في العقيدة بعبادة الأيكة أو الشجر الكثيف الملتف بعضه حول بعضه، والصفة الثانية الدميمة هي الغش في التجارة وقطع الطريق على الناس بنهب أموالهم فوعظهم سيدنا شعيب بعاقبة هذا الشرك وتلك الخيانة، فكذبوا نبوته واستمروا على غيهم، فنزل عليهم عذاب الله».
وتابع الدكتور سعد الدين هلالي: «كما وعظهم سيدنا شعيب بصيغة أخرى وردت في سورة هود تتضمن الجملة الذهبية الانفرادية وما توفيقي إلا بالله، ولم يرد لفظ التوفيق إلا في هذه المرة، يقول الله تعالى (وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ، وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ، بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ، قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ، قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)».
يدعو البرنامج الذي يقدمه الدكتور سعد الدين هلالي إلى إحياء ثقافة سؤال الموعظة من أهلها، كسؤال الدعاء من رب العالمين.
يستعرض البرنامج عشرات النماذج من طلب كبار أصحاب المقامات العالية الموعظة من غيرهم، كطلب الأنبياء والصحابة والخلفاء وسائر الموفقين، الموعظة من أهلها لأن المؤمن مرآة أخيه، والناس شهداء الله في الأرض.
يذاع برنامج «سؤال الموعظة» يوميًا من الساعة 5:30 حتى 5:40 مساءً.
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار