تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، اليوم الخميس، عبر برنامج «سؤال الموعظة» على «نجوم إف إم»، عن موعظة سيدنا نوح لقومه.
وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «ليست الموعظة وظيفة أو مهنة أو حرفة ولكن هي سنة إلهية وفطرة إنسانية وعبادة إيمانية تنشئ بيئة متنامية في حسن أخلاقها، فكل من يرجو كمال المحامل ومكارم الأخلاق في عين الآخرين فليسأله بين الحين والآخر بما توصيني وتنصحني، فكل من يراك ويعرف عنك هم شهداء الله في الأرض، وإذا كان الدعاء هو سؤال الله الحوائج فإن الموعظة هي سؤال خلقه النصائح، ومن هنا كان سؤال الموعظة هو طريق الفالحين وثقافة الموفقين».
أضاف: “حديثنا عن سؤال ابن نوح وقومه الموعظة من نبي الله سيدنا نوح، وهي موعظة صالحة للإنسان في كل زمان وكل مكان لأن الله خلدها بالذكر في كتابه، ويوصف سيدنا نوح بأنه الأب الثاني للبشرية بعد سيدنا آدم، بسبب الطوفان العظيم الذي لم ينجو منه سوى سيدنا نوح ومن أمن معه في السفينة، وقد ورد ذكر اسم سيدنا نوح في القرآن الكريم 43 مرة وأكد موعظته لابنه وقومه بتعديد ذكرها في مواضع كثيرة في القرآن وهي مواعظ تدعو الإنسان لتشغيل عقله والاستقلال بالعقل في اتخاذ القرار ولا يكون الإنسان إمعة أو عبدا لمخلوق مثله”.
أضاف: “قال سبحانه (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ* قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ)، وقال سبحانه في سورة التحريم (ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍۢ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍۢ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَٰلِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْـًٔا وَقِيلَ ٱدْخُلَا ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّٰخِلِينَ)، لقد بذل سيدنا نوح أقصى ما في الوسع لدعوة أهله وقومه لإعمال عقولهم والامتناع عن ظلم أنفسهم بمعاندة الحق الظاهر ولكن أكثرهم كانوا للحق كارهين وتفننوا في تزيين باطلهم وتغييب عقولهم على مدار مئات السنين، وكانت النتيجة المستحقة كما قال سبحانه (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)”.
وتابع: “لقد عدد الله سبحانه وتعالى ذكرى موعظة سيدنا نوح إلى قومه بصيغ مختلفة أخرى، وهي لم تخرج عن موعظة جميع الرسل بدعوة الناس إلى اختصاص الله سبحانه بالعبادة دون غيره من المخلوقات وتكون تلك العبادة دون واسطة بين العبد وربه”.
يدعو البرنامج الذي يقدمه الدكتور سعد الدين هلالي إلى إحياء ثقافة سؤال الموعظة من أهلها، كسؤال الدعاء من رب العالمين.
يستعرض البرنامج عشرات النماذج من طلب كبار أصحاب المقامات العالية الموعظة من غيرهم، كطلب الأنبياء والصحابة والخلفاء وسائر الموفقين، الموعظة من أهلها لأن المؤمن مرآة أخيه، والناس شهداء الله في الأرض.
يذاع برنامج «سؤال الموعظة» يوميًا من الساعة 5:30 حتى 5:40 مساءً.
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار