تستمع الآن

«سؤال الموعظة»| الدكتور سعد الدين هلالي يتحدث عن الشخص المؤهل لمنح الآخرين الموعظة

الإثنين - ٠٣ مارس ٢٠٢٥

تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، اليوم الاثنين، عبر برنامج «سؤال الموعظة» على «نجوم إف إم»، عن الشخص المؤهل الذي يمكنه أن يمنح الآخرين الموعظة.

وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «ليست الموعظة وظيفة أو مهنة أو حرفة ولكن هي سنة إلهية وفطرة إنسانية وعبادة إيمانية تنشئ بيئة متنامية في حسن أخلاقها، فكل من يرجو كمال المحامل ومكارم الأخلاق في عين الآخرين فليسأله بين الحين والآخر بما توصيني وتنصحني، فكل من يراك ويعرف عنك هم شهداء الله في الأرض، وإذا كان الدعاء هو سؤال الله الحوائج فإن الموعظة هي سؤال خلقه النصائح، ومن هنا كان سؤال الموعظة هو طريق الفالحين وثقافة الموفقين».

أضاف: «حديثنا اليوم عن من الشخص المؤهل الذي تسأله الموعظة، لا يوجد إنسان معصوم من الخطيئة والدم بعد الرسل والأنبياء، والنبي عليه الصلاة والسلام، قال (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)، وهناك فريقان في هذه النقطة ذهب إليها بعض أهل العلم وقالوا لك أن تطلب الموعظة من كل خبير أو عالم بالمسألة التي تطلب فيها الموعظة حتى لو كان الواعظ لم يعظ بها نفسه فقد يكون والدك أو والدتك غير حاصلة على شهادة علمية كبيرة ومع ذلك فإنها تعظك أن تحصل على أعلى الشهادات العملية وهي موعظة صادقة غالية، مثل الطبيب الذي يعظك بشرب المياه يوميا وممارسة الرياضة وترك شرب السجائر وهو غير ممتثل لموعظته».

تابع: «روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه (قال: قلنا: يا رسول الله، لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به كله، ولا ننهى عن المنكر حتى نجتنبه كله، فقال صلى الله عليه وسلم: بل مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله، وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله)».

أوضح: «وقد قيل للحسن البصري: إن فلانا لا يعظ، ويقول: أخاف أن أقول ما لا أفعل، فقال الحسن: وأينا يفعل ما يقول، ودّ الشيطان أنه ظفر بهذا، فلم يأمر أحد بمعروف، ولم ينه عن منكر».

الفريق الثاني

وأكمل: «الفريق الثاني قالوا إن الموعظة أمانة ومن لا يمتثل لموعظته فهو خائن لنفسه فهو ساقط الاعتبار ولا تقبل شهادة الخائن لقوله تعالى (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ)، وعن ابن عباس أنه جاء رجل فقال له: يا ابن عباس إني أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فقال ابن عباس أوَ بلغت ذلك؟ فقال: أرجوه، قال: فإن لم تخش أن تفتضح بثلاثة أحرف في كتاب الله فافعل، قال: وما هي؟ قال: قوله تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ)، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ)، وقوله تعالى عن سيدنا شعيب عليه: (وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَىٰكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا ٱلْإِصْلَٰحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِىٓ إِلَّا بِٱللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)».

يدعو البرنامج الذي يقدمه الدكتور سعد الدين هلالي إلى إحياء ثقافة سؤال الموعظة من أهلها، كسؤال الدعاء من رب العالمين.

يستعرض البرنامج عشرات النماذج من طلب كبار أصحاب المقامات العالية الموعظة من غيرهم، كطلب الأنبياء والصحابة والخلفاء وسائر الموفقين، الموعظة من أهلها لأن المؤمن مرآة أخيه، والناس شهداء الله في الأرض.

يذاع برنامج «سؤال الموعظة» يوميًا من الساعة 5:30 حتى 5:40 مساءً.


الكلمات المتعلقة‎