تستمع الآن

«سؤال الموعظة»| الدكتور سعد الدين هلالي: الرسول ترك لنا مواعظ جامعة لخصال الخير والفضل في كل مناحي الحياة

الثلاثاء - ١١ مارس ٢٠٢٥

تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، اليوم الثلاثاء، عبر برنامج «سؤال الموعظة» على «نجوم إف إم»، عن سؤال أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الموعظة.

وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «ليست الموعظة وظيفة أو مهنة أو حرفة ولكن هي سنة إلهية وفطرة إنسانية وعبادة إيمانية تنشئ بيئة متنامية في حسن أخلاقها، فكل من يرجو كمال المحامل ومكارم الأخلاق في عين الآخرين فليسأله بين الحين والآخر بما توصيني وتنصحني، فكل من يراك ويعرف عنك هم شهداء الله في الأرض، وإذا كان الدعاء هو سؤال الله الحوائج فإن الموعظة هي سؤال خلقه النصائح، ومن هنا كان سؤال الموعظة هو طريق الفالحين وثقافة الموفقين».

أضاف: «حديثنا اليوم عن سؤال أمة محمد صلى الله عليه وسلم نبيها، فكانت موعظة الرسول صلى الله عليه والسلام لمن يهمه الأمر من العالمين، ورسول إلى الناس كافة بشيرا نذيرا، وما عليه إلا البلاغ والبيان والله يهدي من يشاء، وبحق نبوته وبعثته للناس أجمعين ترك لهم مواعظ جامعة لخصال الخير والفضل في كل مناحي الحياة، والذي ينتفع بها هو الفائز لنفسه دون عصبية من أسماء الطوائف التي ما أنزل الله بها من سلطان».

تابع: «ومن مواعظ الرسول صلى الله عليه وسلم لمن يهمه الأمر ما أخرجه البخاري عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم خاطب الناس يوم النحر في حجة الوداع، (فَقالَ: يا أيُّها النَّاسُ أيُّ يَومٍ هذا؟، قالوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، قالَ: فأيُّ بَلَدٍ هذا؟، قالوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قالَ: فأيُّ شَهْرٍ هذا؟، قالوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قالَ: فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ وأَعْرَاضَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، فأعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقالَ: اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ، فَلْيُبْلِغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)».

أوضح الدكتور سعد الدين هلالي: «من مواعظ الرسول صلى الله عليه وسلم، ما أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال (يا أيُّها النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ؛ فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وإنَّ أحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللَّهِ ما دَامَ وإنْ قَلَّ)».

وأشار: «ومن مواعظ الرسول عليه الصلاة والسلام الجامعة لمن يهمه الأمر ممن ينشد العدالة في المجتمع أن يقام حكم القانون والقضاء على الشريف والضعيف على السواء، فيما أخرج البخاري ومسلم عن عائشة أن أسامة بن زيد تكلم معه في حق المرأة المخزومية التي سرقت، فقال رسول الله ﷺ: (أتشفع في حد من حدود الله؟، ثم قام فاختطب ثم قال: إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يداها)».

واختتم: «كتب التراث مليئة بمواعظ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخالدة التي تبني الإنسانية الرشيدة وتحيي الفطرة التي أماتها الغافلون».

يدعو البرنامج الذي يقدمه الدكتور سعد الدين هلالي إلى إحياء ثقافة سؤال الموعظة من أهلها، كسؤال الدعاء من رب العالمين.

يستعرض البرنامج عشرات النماذج من طلب كبار أصحاب المقامات العالية الموعظة من غيرهم، كطلب الأنبياء والصحابة والخلفاء وسائر الموفقين، الموعظة من أهلها لأن المؤمن مرآة أخيه، والناس شهداء الله في الأرض.

يذاع برنامج «سؤال الموعظة» يوميًا من الساعة 5:30 حتى 5:40 مساءً.


الكلمات المتعلقة‎