تستمع الآن

«سؤال الموعظة»| الدكتور سعد الدين هلالي يتحدث عن سؤال سيدنا موسى الموعظة من الخضر

الإثنين - ١٠ مارس ٢٠٢٥

تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، اليوم الاثنين، عبر برنامج «سؤال الموعظة» على «نجوم إف إم»، عن سؤال سيدنا موسى الموعظة من الخضر.

وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «ليست الموعظة وظيفة أو مهنة أو حرفة ولكن هي سنة إلهية وفطرة إنسانية وعبادة إيمانية تنشئ بيئة متنامية في حسن أخلاقها، فكل من يرجو كمال المحامل ومكارم الأخلاق في عين الآخرين فليسأله بين الحين والآخر بما توصيني وتنصحني، فكل من يراك ويعرف عنك هم شهداء الله في الأرض، وإذا كان الدعاء هو سؤال الله الحوائج فإن الموعظة هي سؤال خلقه النصائح، ومن هنا كان سؤال الموعظة هو طريق الفالحين وثقافة الموفقين».

أضاف: «حديثنا عن سؤال سيدنا موسى الموعظة من الخضر وهو العبد الصالح، فبعد أن طلب موسى من العبد اصالح أن يتبعه ليتعلم منه دروس الحياة اشترط عليه بقوله (قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا، فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا، قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا، قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا، فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا، قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا، قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا، فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا، قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا، أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا، وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا، فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا، وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا، وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا)».

وتابع: «وقبل أن يفترقا طلب سيدنا موسى من الخضر أن يعظه، كما أخرج الإمام البيهقي، قال له موسى بما أطلعك الله على الغيب، فقال الخضر بترك المعاصي، فقال موسى للخضر أوصني، فقال الخضر: كن بساماً ولا تكن غضاباً وكن نفاعاً ولا تكن ضراراً وانزع عن اللجاجة ولا تمش في غير حاجة ولا تضحك من غير عجب ولا تعير الخطائين بخطاياهم وابك على خطيئتك يا ابن عمران».

وأوضح: «وبعد حين طلب موسى من ربه لقاء العبد الصالح مرة أخرى فاستجاب الله له، فلما التقاه سأله الموعظة مرة أخرى فوعظه بـ13 موعظة، ولأنها مواعظ تصلح لكل ممن ينشد الرشاد ومحامد الصفات فقد أخبر بها موسى الناس، وبعد أن ابتعث الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا بها».

يدعو البرنامج الذي يقدمه الدكتور سعد الدين هلالي إلى إحياء ثقافة سؤال الموعظة من أهلها، كسؤال الدعاء من رب العالمين.

يستعرض البرنامج عشرات النماذج من طلب كبار أصحاب المقامات العالية الموعظة من غيرهم، كطلب الأنبياء والصحابة والخلفاء وسائر الموفقين، الموعظة من أهلها لأن المؤمن مرآة أخيه، والناس شهداء الله في الأرض.

يذاع برنامج «سؤال الموعظة» يوميًا من الساعة 5:30 حتى 5:40 مساءً.


الكلمات المتعلقة‎