تستمع الآن

خاص| إفطار المطرية.. من تجمع بسيط إلى تقليد رمضاني سنوي

الأحد - ١٦ مارس ٢٠٢٥

شهد حي المطرية، يوم السبت، أحد أبرز الإفطارات الرمضانية التي تقام بشكل سنوي حيث تجمع آلاف من المصريين، والذي يعد «أكبر إفطار رمضاني» في مصر.

ويقام إفطار المطرية منذ 2013، وتقوم فكرته على عمل مائدة إفطار سنوي يشارك فيها كل الأهالي بجهود ذاتية، لتتحول إلى أطول مائدة رمضانية في مصر.

يبدأ الاستعداد للإفطار قبل شهر رمضان بفترة طويلة، حيث يتم تنظيم فرق لجمع التبرعات، وإعداد قوائم الطعام، وتحديد أماكن الجلوس.

وليلة الإفطار، تتحول شوارع المطرية إلى كرنفال حقيقي، حيث تُزين بالمصابيح والأنوار والفوانيس الرمضانية، وتُرسم الجداريات التي تعبر عن تراث الحي وهويته الثقافية.

ورصد موقع «نايل إف إم» أبرز مظاهر حفل الإفطار الجماعي، الذي أقيم يوم 15 رمضان، حيث تنبض شوارع المطرية بالحماس، وتجتمع العائلات والأصدقاء وحتى الغرباء في مشهد استثنائي للوحدة، يستعدون للإفطار في واحدة من أكبر موائد الإفطار الجماعي في مصر.

وخلف الكواليس، قضت ربات البيوت أيامًا في طهي الطعام لعشرات الآلاف، بينما ينشر الأطفال البهجة، وينعكس حماسهم في أرجاء الحي.

ما بدأ في عام 2013 كتجمع صغير بين سكان عزبة حمادة، تطور اليوم إلى حدث مهيب يثبت قوة روح المجتمع.

وفي البداية، اجتمع عدد قليل من الجيران، ووضعوا موائد في شارع هادئ، يتشاركون الطعام والضحكات، لكن الفكرة سرعان ما اكتسبت زخمًا، ونمت عامًا بعد عام، اليوم، لم يعد إفطار المطرية مجرد وجبة، بل أصبح رمزًا للترابط الاجتماعي والتضامن.

في مقابلة حصرية مع موقع «نايل إف إم»، شارك مصعب، أحد المنظمين الرئيسيين للحدث، قصة إفطار المطرية الجماعي، قائلا: «بدأ الأمر كتجمع بسيط في المنزل مع الأصدقاء، ثم انتقل إلى الشارع، وبدأ المزيد من الناس في الانضمام، في النهاية، قررنا جعله تقليدًا في يوم 15 رمضان ليس من أجل الشهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن لجمع الناس معًا».

النمو الذي لا يمكن إيقافه

هذا العام، جهّز المنظمون 50,000 وجبة، لكن الحضور تجاوز 80,000 شخص، ومن بين الحاضرين شخصيات بارزة، من بينهم الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة.

ما وراء كواليس التحضير

يبدأ التحضير لهذا الحدث الكبير قبل أسبوع، يتم تقسيم الطعام إلى قسمين: أحدهما يُعدّ بواسطة ربات البيوت، والآخر يتم جلبه من الباعة الجائلين، يشبّه مصعب هذا التجمع بالمباريات الكروية الكبرى أو الاحتفالات العامة، مشددًا على أن الهدف الأساسي من الحدث هو توحيد الناس في تجربة مشتركة لكسر صيامهم.

ثورة في فن الشارع

إلى جانب مائدة الإفطار الضخمة، ينعكس روح رمضان في فن الشارع النابض بالحياة الذي يزين جدران المطرية، حيث لعب أحمد زبادي، فنان الجرافيك، دورًا محوريًا في تحويل الشوارع إلى معرض مفتوح يحتفي بالتراث الثقافي لرمضان.

وقال أحمد: «هذا هو عامي الثاني كمصمم جرافيك لإفطار المطرية، لكن الحدث نفسه مستمر منذ 13 عامًا، بسبب جائحة كورونا، توقف لمدة عامين، مما يجعل هذا العام النسخة الرسمية الحادية عشرة، في البداية، كانت الرسومات بسيطة وينفذها أهالي المنطقة، وبصفتي واحدًا منهم، كنت فخورًا برؤية هذا الفن يتطور، وأدركت أنه يجب أن أكون جزءًا منه».

وهذا العام، أثارت الجداريات نقاشًا وإعجابًا، حيث جسدت روح رمضان من خلال شخصيات محبوبة مثل فطوطة، بوجي وطمطم، بكار، والشيخ النقشبندي.

وأوضح زبادي: «نحن لا نرسم صورًا عشوائية؛ كل عمل فني يروي قصة، تصميماتنا مستوحاة من المجتمع حولنا، فإذا كان جار مسن يحتفظ بذكرى عزيزة، نقوم بإحيائها من خلال الفن».

*صورة الخبر نقلا عن موقع نايل إف إم.


الكلمات المتعلقة‎