تستمع الآن

«نهاية رحلة الأحزان».. قصة ديوان شعر نعى فيه نبيل الحلفاوي نفسه

الإثنين - ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤

كان لرحيل الفنان نبيل الحلفاوي أمس الأحد عن عمر 77 سنة، صدى كبير على مستوى الوسط الفني والرياضي بل والرسمي كذلك لما للراحل من إسهامات كبيرة على مدار مشواره الطويل.

لكن وفاة الفنان الكبير كشفت معها ملمحًا مهمًا في حياته، وهو شخصية الشاعر نبيل الحلفاوي الذي حظي بتجربة نشرٍ وحيدة في حياته من خلال ديوان شعري بعنوان «نهاية رحلة الأحزان» صدر له في فبراير عام 1987.

قصيدة نعي

وشارك أحمد مجاهد الرئيس الأسبق لهيئة الكتاب، قصيدة من ذلك الديوان على «الفيسبوك»، كتبها نبيل الحلفاوي كأنها صيغته الخاصة للنعي الذي يريده لنفسه بعد موته، حيث يقول في جزءٍ منها:

«في نعيي ما تكتبوش

أسامي القرايب

في نعيى لازم تنكتب

أسامي الصحاب

وصيغة الكلام

بدون النظام

وحسب الميزان

مش حسب المحبة

هتبقى كده :

صديق كل من

السعدني والصحن ولينين

فرغلي والدكتور أمين

سامي ومرعي وأحمد ياسين

يحيى وحمدي وعبد الله غيث

سامح وشامخ وعلوه وأديب

سيدهم وكيمو وسناء

والطاهر بهاء».

لكن لنأخذ خطوة إلى الوراء لما قبل هذا الديوان، ونستعرض بدايات هذا الانفجار الشعري للفنان نبيل الحلفاوي والذي حكى ملامحه في مقدمة ديوانه الوحيد.

الشعر اقتحم عالمي

وبحسب مقال للكاتب والناقد الموسيقي أحمد السماحي، فقد حكى الفنان نبيل الحلفاوي في مقدمة ديوانه وكتب: «أنا لم ولن أفكر إطلاقا في اقتحام عالم الشعر، الذي حدث هو أن الشعر قد اقتحم عالمي فجأة وبضراوة شديدة أذهلتني وأربكتني بل وأرهقتني في نفس الوقت، وقررت في أكثر من لحظة أن أكف تماما عن كتابة الشعر، إلا أن الهجوم كان يأتي بشكل أعنف مما أستطيع مقاومته حتى أنني كتبت في ظرف شهرين فقط اثنتي عشرة قصيدة».

قصة أول قصيدة

وأكد «الحلفاوي» في مقدمة ديوانه أن من شجّعه هو الفنان حمدي غيث الذي كان أيضًا يكتب الشعر ويقرأه على «نبيل»، قبل أن يعيش الأخير موقفًا دفعه إلى التعبير عما بداخله عن طريق الشعر، يقول «الحلفاوي»: «ولعله من الواضح أن المفجر الأول لهذه الحالة الغريبة كان عاملًا شخصيًا بحتًا يتمثل في تجربة عاطفية شديدة الثراء والخصوبة، والذي حدث بالضبط أنني قد استمعت إلى قصة استفزتني أشد استفزاز عن حالة قهر معنوي تعرضت له إنسانة شديدة الرقة والشاعرية، فإذا بي في اليوم التالي وبدون أن أتعمد أمسك بالقلم لأسترسل بدون توقف إطلاقا، وفى تدفق شديد مسجلًا أولى قصائدي محاولًا الأخذ بثأرها وإعادة الثقة إليها».

صورة من غلاف ديوان نهاية رحلة الأحزان

صلاح جاهين

تلك الومضة الشعرية التي عبّر عنها «الحلفاوي» في سنٍ كبيرة نسبيًا حيث كان وقتها في عمر 40 سنة، سأل عنها الشاعر الكبير صلاح جاهين وقال: «سألت الفنان والشاعر صلاح جاهين مرة في إحدى الجلسات الخاصة عما حدث لي بعد هذا العمر الطويل نسبيًا الذي لم أحاول خلاله إطلاقا ممارسة الشعر حتى في فترات المراهقة، فأجابني قائلا: (أنت أساسا فنان تعمل بالتمثيل فعملك إذن هو التعبير بالكلمة، ولا شك أن هناك مركزا ما فيك كإنسان يقوم بهذه المهمة، وهذا المركز كان مشحونا طوال الوقت، وكان يحتاج فقط إلى لمسة بسيطة مركزة تفجر كل ما بداخله من طاقة على التعبير، وهذا ببساطة ما حدث لك)».

نهاية الشاعر

لكن الفنان الراحل لم يستمر كثيرًا في رحلته الشعرية التي عبّر عن نهايتها تلك في تغريدة قصيرة من 3 كلمات ردًا على متابع سأله في إحدى المرات عبر منصة «إكس» وقال له: «بسألك يا قبطان عن أخبار الشاعر نبيل الحلفاوي؟»، ليرد عليه باقتضاب: «قمعته من زمان»، مسترسلًا عن السبب في الردود وكتب: «كان مشكلة بالفعل من غير ما يتطور».

ديوان نبيل الحلفاوي الوحيد تضمن 14 قصيدة هي: «القصيدة المكسورة عمدا، دموع المسرح، موت البهجة، ترتيلة، جدك يا ولدي، سندريلا، أشواق العشاق، صعود القمر، نهاية رحلة الأحزان، أنشودة إيزيس، الأزهار الحزينة، يوم خارج الزمن، جدران الخوف الحجرية، طفلي والحب».

*صورة من موقع السينما.كوم


الكلمات المتعلقة‎