على ضفاف النيل من أسوان للقاهرة.. كان للمجدف الهولندي روب فان دير آر ذكريات خاصة يكتبها ويسجلها ليحكي عنها بعد رحلة استمرت 25 يومًا في أحضان شمس مصر الدافئة، في خطوة لدعم مستشفى الدكتور مجدي يعقوب للقلب والترويج للسياحة المصرية.
رحلة حملت بين طياتها الكثير من الذكريات والمجهود، تحدث عنها المجدف الهولندي المحترف روب فان دير آر خلال حواره لموقع «نجوم إف إم»، تطرق فيها لتفاصيل رحلته النيلية لدعم مستشفى مجدي يعقوب مرورا بتجربة الطعام المصري، والفنان المصري المفضل له.. وإلى الحوار:
– نشأت في هولندا وعمري حاليا 66 عامًا، وأنا مهندس ميكانيكي، واتجهت للعمل في مجال صناعة السيارات، ومجال صناعة الطائرات، وأعمل مؤخرا في مجال تكنولوجيا المعلومات، ومتزوج ولدي طفلان.
– لقد مارست العديد من الألعاب على مدار سنوات، لكن عندما تبلغ من العمر 66 عامًا يمكنك أن تجد عدة فرص لتجربة الكثير من الأشياء المختلفة، على سبيل المثال كنت عداءً وخضت مسابقات نصف ماراثون لفترات، لكن التدريب على الماراثون وجدته ممل نوعًا ما، لأنه يستغرق الكثير من الوقت.
كما شاركت في سباقات السيارات، ومارست رياضة “طيران الباراموتور” – رياضة الطيران المظلي – لكن في النهاية عدت إلى ما أحبه وهي الرياضات المائية.
– ولدت ونشأت بالقرب من البحر، وخلال سنوات دراستي قضيت الكثير من الوقت في ممارسة جميع أنواع الرياضات المائية المختلفة، ومنذ حوالي 3 سنوات تقريبًا قررت أن أفعل شيئًا مختلفًا وتعلمت التجديف بالكاياك، لأن كل ما عليك فعله في تلك الرياضة هو شراء قارب، ووضع القارب في الماء والذهاب لأي مكان تريده، خاصة أن هولندا تمتلك الكثير من البحار والأنهار، لذا فإن خيارات المكان الذي ستذهب إليه بقوارب الكاياك لا حصر لها.
– زرت مصر أكثر من مرة منذ عام 1999، لكن الأمر وراءه الكثير من الكواليس، في البداية جاءت زوجتي إلى هنا للمرة الأولى عام 1977، واستغرقت وقتًا طويلاً حتى تقنعني بالقدوم إلى مصر.
وكانت زيارتي الأولى في عام 1999، وعلى مدار السنوات الماضية، كنا نزور مصر كل عام أحيانًا مرتين وأحيانًا 3 مرات، وقمنا بزيارة معظم الأماكن هنا في مصر ولكن هناك مناطق معينة مازلنا نرغب في زيارتها.
– أحب البحر خاصة في مدينة دهب، التي تعد بالنسبة لي مكانًا هادئًا ومريحًا، وأنا وزوجتي نحب أسوان أيضًا، بجانب الأجواء هنا دافئة وأحببنا الطعام المصري، كما أن الشعب المصري ودود جدًا.
عملية جراحية في القلب
– عام 2012، كان لدي حدث غير حياتي، كنت أركب دراجة وشعرت بالدوار، وعندما بحثت عبر الإنترنت عن ما حدث وكانت زوجتي تقرأ أيضًا، حينها قالت لي “أنت بحاجة للذهاب إلى المستشفى الآن”، وخضعت حينها لعملية قلب مفتوح، ثم أدركت أنني ما زلت أدخن بين الحين والآخر، وكان وزني زائدًا بعض الشيء، وكنت بحاجة لتغيير بعض السلوكيات، واتجهت لتغيير نمط حياتي بشكل أساسي، وغيرت نظامي الغذائي، واتجهت لممارسة الرياضة بشكل أكبر.
قرأت عن المؤسسة منذ 15 عامًا، لكن منذ 5 سنوات أتيحت لي الفرصة لزيارة المستشفى والتحدث مع الناس هناك، واخترت تلك الخطوة لارتباطها بأمراض القلب، بسبب التجربة السابقة لي مع العملية الجراحية التي خضعت لها، كما عرفتها أكثر بعد زيارتي لمصر عدة مرات، خاصة أنها في مدينتي المفضلة أسوان، وبدأت أفكر فيما أفعله لرد الجميل للبلد بينما أفعل شيئًا أحب فعله وهو التجديف.
– كما ذكرت أنني مارست رياضة “الطيران بالبارموتور”، وكانت الفكرة في ذهني منذ عام 2015، وفي تلك الفترة كنت أمارس رياضة “البارموتور”، وكانت فكرتي هي أخذ معدات الطيران الخاصة بي والتي يمكن وضعها في حقيبة الظهر، والطيران فوق النيل بدءًا من محافظة أسوان، وهي خطوة لدعم الأعمال الخيرية.
وبعد نصف عام، قمت بتأجيل الفكرة عندما أدركت أنه سيكون من الصعب تنفيذها، حتى عدت إلى التجديف مرة أخرى وعادت الفكرة للظهور.
– التحدي لم يكن بدنيًا، لأنني تدربت كثيرًا وكنت مستعدًا جيدًا، ربما كان بإمكاني تقديم أداء أفضل قليلاً، لكنك تبدأ في التدريب وحالتك تتحسن يومًا بعد يوم، لكن التحدي الأكبر كان التحدي الذهني لأنني عندما أقطع مسافة 50 كيلومترًا، وأظل في القارب لمدد تتراوح بين 5 إلى 6 ساعات، بعد ساعتين يصبح الأمر مملًا وبغض النظر عن مدى جمال المشهد، لكن الأمر يصبح مملا وروتينيًا.
– التحدي الثاني كانت الرياح خلال رحلة الـ25 يومًا من أسوان للقاهرة، لكن التحدي الذهني كان الأكبر.
– لم أقم بمغامرة كبيرة كهذه من قبل، وتواصلت حينها مع الاتحاد المصري للزوارق والكاياك، وكانوا متعاونين للغاية، ثم تواصلت مع وزارة الشباب والرياضة، وكانوا نقطة محورية في الراحة، وبذلوا جهودا كبيرة لتذليل العقبات، ولعبت السفارة الهولندية في القاهرة دورًا مهمًا للغاية في إبقاء الأمور تسير والتحرك في الاتجاه الصحيح.
– بداية.. إنه اختبار شخصي لي، لأن أطول مسافة قطعتها حتى تلك اللحظة كانت 220 كيلومتراً، والهدف الثاني كان رفع مستوى الوعي تجاه مؤسسة الدكتور مجدي يعقوب للقلب لأنني أؤمن بما يفعلونه، والهدف الثالث هو الترويج للتجديف كرياضة لأن نهر النيل في مصر رائع.
– بالتأكيد وأنا واقع في حب الطعام المصري، وعلى الرغم من أنني شخص نباتي لا أتناول اللحوم لكن هذا ليس في مصر، وتخليت عن الطعام النباتي بمنتهى الرضا، بعد تجربة الدجاج المشوي والكفتة، والكبدة المميزة في مصر.
– أستمع إلى الموسيقى العربية لأنني عازف طبلة ولدي طبلة في المنزل وأحاول العزف عليها، وأستمع للفنان عمرو دياب منذ فترة طويلة، وفي الواقع أحب الأغاني القديمة أكثر من الأغاني الجديدة.
– مصدر الصور: الهولندي روب فان دير آر
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار
You must be logged in to post a comment.