تحدث شريف جويفل في حلقة اليوم من برنامج «X.O» على «نجوم إف.إم»، عن البدايات الأولى لعالم البرمجة وأنظمة التشغيل، موضحا أن الانطلاقة كانت بحلول عام 1943، مع ظهور أول كمبيوتر إلكتروني مثل ENIAC.
وقال شريف جويفل إن ENIAC كان كبير الحجم بشكل ضخم، حيث كان يتم وضعه في غرفة كاملة وكان يستخدم لتقديم حلول حسابية معقدة، موضحًا أن البرمجة في تلك الفترة كانت تتم عن طريق توصيل أسلاك معينة وضبط مجموعة من المفاتيح في عملية كانت معقدة بشكل كبير.
تابع شريف جويفل، قائلا: “بنهاية فترة الأربعينيات، ظهر كمبيوتر Electronic Delay Storage في عام 1949، حيث كان أول حاسب آلي يستخدم برنامج يتم تخزينه في الذاكرة، حيث استخدم المبرمجون الأكواد الثنائية أو الـbinary codes لكتابة البرامج، ومن هنا كانت البداية الحقيقية لتطور البرمجة”.
ونوه بأنه في عام 1951، تم اختراع أول برنامج “compiler”، والذي استهدف تحويل الأكواد التي يكتبها المبرمج إلى لغة يفهمها الكمبيوتر.
وكشف عن تطوير لغة Fortran عام 1957، حيث كانت أول لغة برمجة ذات مستويات عالية، وكانت مخصصة للعمليات الحسابية والعلمية، مشيرا إلى أن أنظمة التشغيل البسيطة بدأت تظهر لإدارة العمليات الأساسية للكمبيوترات.
وأوضح أن تلك الأنظمة كانت توفر بيئة أساسية لتشغيل البرامج والتحكم في الموارد، مؤكدا: “بحلول عام 1960، طورت لغة برمجة سميت بـ COBOL أوCommon Business Oriented Language ، وكانت موجهة لتطبيقات الأعمال والشركات، وكانت سهلة القراءة والفهم، حيث انتشرت بشكل كبير في الشركات”.
وأكد جويفل: “في عام 1969، طور اثنان من المبرمجين نظام التشغيل Unix، وكان نظام تشغيل متعدد ومفتوح المصدر، ما جعل المطورين يستطيعوا تعديله وتطويره بحرية”، مشيرا إلى أنه كان الأساس لأنظمة التشغيل التي ظهرت بعد ذلك.
تابع قائلا: “في السبعينيات، ظهرت لغة C من أحد مطوري نظام Unix، وكانت لغة تجمع بين الكفاءة و المرونة، ولغة برمجة متعددة الاستخدامات، واستخدمت في تطوير أنظمة التشغيل والبرمجيات التطبيقية”.
ونوه جويفل بأن أنظمة التشغيل بدأت تتطور بشكل كبير، حيث إن نظام DOS بدأ قصته في بداية الثمانينيات، عندما أعلنت شركة “IBM” نيتها عن إطلاق أول كمبيوتر شخصي لها، والذي أطلق عليه IBM PC، مؤكدا: “IBM كانت تحتاج نظام تشغيل للكمبيوتر الجديد الخاص بها، وقررت التعاون مع شركة ناشئة آنذاك وهي Microsoft، واستطاعت مايكروسوفت بقيادة بيل جيتس شراء نظام تشغيل بسيط من شركة صغيرة (Seattle Computer Products)، وأطلق عليه اسمه (86-DOS)”.
وأضاف: “عدلت مايكروسوفت على النظام وأطلقت عليه (Microsoft Disk Operating System)، وتم تقديمه لشركة IBM عام 1981، حيث كان عبارة عن نظام تشغيل نصي، حيث يكتب المستخدموا الأوامر يدويا حتى يعمل البرامج ويتعاملوا مع الملفات، حيث كان نظاما بسيطا مقارنة بأنظمة التشغيل الموجودة الآن”.
وأوضح أن من مميزات نظام DOS سهولة الاستخدام والبساطة، وهو ما جعله ينتشر بسرعة، أن المستخدمين كان بإمكانهم التحكم في الأجهزة الخاصة بهم من خلال كتابة أوامر بسيطة مثل “DIR” لعرض الملفات في الدليل، و”COPY” لنسخ الملفات، و”DEL” لحذف الملفات، حيث كان يوفر بيئة أساسية لتشغيل البرامج والتحكم في الموارد.
وقال جويفل: “مايكروسوفت قدمت أشهر نظام تشغيل في التاريخ، وهو نظام (Windows) عام 1985، من خلال الاعتماد على واجهة رسومية، فبدلا من كتابة الأوامر استطعت استخدام الماوس والضغط على الأيقونات، وهذا النظام غير طريقة التعامل مع الكمبيوترات، وفتح الباب نحو كثير من الابتكارات في عالم البرمجيات، كما ظهرت لغة (C++)، وهي اللغة التي ساهمت في جعل البرمجة أكثر تنظيمًا وأكثر سهولة في إدارة الأكواد الكبيرة.
وأوضح: “لغة الـ++C أصبحت مشهورة جدًا في تطوير التطبيقات الكبيرة و الألعاب، وفي نفس التوقيت بدأت شركة آبل في تطوير نظام تشغيلها الخاص، الذي استهدف المحترفين في مجالات التصميم والفنون”.
لغة Java
كما كشف عن ظهور لغة Java في فترة التسعينيات، مشيرا إلى ان تلك اللغة مهمة جدًا، حيث كانت بمثابة قفزة كبيرة لأنها أول لغة برمجة تعمل على أي جهاز دون تعديل الكود، واعتمدت على السماح للكود بالتنفيذ والكتابة على أي نظام تشغيل، وأصبحت لغة مشهورة في تطوير التطبيقات الكبيرة وأنظمة الويب”.
وأوضح شريف جويفل: “لغة (Python)، أصبحت من أكثر لغات البرمجة شعبية في العالم بفضل سهولة تعلمها وقراءتها، حيث أصبحت تستخدم في الكثير من المجالات مثل تحليل البيانات، وتعلم الآلة، وتطوير الويب، والتعليم، حيث إنها لغة مثالية للمبتدئين وقوية بشكل كاف للمشاريع الكبيرة”.
وتحدث شريف عن ظهور نظام «mac os» مع بداية الألفينات، حيث تم إطلاقه عام 2001، وصدر منه الكثير من الإصدارات، موضحا: “كل أجهزة ماك تعتمد حاليا اعتمادًا كاملا على نظام mac os x، وهو نفس النظام الذي ظهر منه الـios، بجانب لغات برمجة جديدة ومتطورة مثل (JavaScript) التي أصبحت لغة أساسية في تطوير الواجهات الأمامية للمواقع الإلكترونية، وجزء لا يتجزأ من تقنيات الويب الحديثة.
الذكاء الاصطناعي
كما تحدث جويفل عن ظهور الذكاء الاصطناعي، مؤكدا: “أصبح له دورا كبيرا في تسهيل عملية البرمجة وتحسين أداء التطبيقات، وأصبحت أدوات تطوير البرمجيات الحديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل الأكواد وتقديم اقتراحات للمبرمجين، وتستطيع اكتشاف الأخطاء في الأكواد واقتراح حلول لها، كما أنها تساعد في تحسين أداء البرامج”.
ونوه بأن الذكاء الاصطناعي يستخدم في تطوير الألعاب ويساعد في تصميم شخصيات ذكية وأعداء يتصرفوا بشكل طبيعي أكثر في الألعاب.
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار
You must be logged in to post a comment.