تستمع الآن

الدكتورة رشا طموم تتحدث لـ«لدي أقوال أخرى» عن أندريه رايدر وإبداعه في موسيقى الأفلام

الأربعاء - ٢١ أغسطس ٢٠٢٤

استضاف الإعلامي إبراهيم عيسى في حلقة، اليوم الأربعاء، من «لدي أقوال أخرى» على «نجوم إف.إم»، الدكتورة رشا طموم أستاذ الموسيقى، للحديث عن المؤلف الموسيقي المصري اليوناني أندريه رايدر.

وقالت د. رشا طموم إن موسيقى الفيلم ظهرت مع ظهور السينما، لأنه كانت هناك قبل ذلك موسيقى درامية مصاحبة للعروض المسرحية يتم عزفها خلال العرض، وكان هدف الموسيقى المساعدة على إيصال الرسالة الدرامية دون اتصال لصيق مع الصورة، لكن مع ظهور السينما أصبحت الموسيقى التصويرية ملتصقة مع الصورة على شريط العرض، وبالتالي أصبح تكنيك تأليف موسيقى الفيلم مختلف، حيث يتم بعد انتهاء تصوير العمل فالممثلين لا يسمعون الموسيقى خلال التمثيل.

وأوضحت أن أغلب موسيقى الأفلام القديمة كانت كلاسيكية عالمية، ولهذا اعتاد المصريون على تذوق الموسيقى العالمية دون علمهم من خلال الأفلام، فموسيقى الفيلم في مصر ظهرت مع أول عرض سينمائي مصري، مشيرة إلى أنه كانت الموسيقى تتم إضافتها لعرض الفيلم في البداية لتغطي على صوت ماكينة عرض الأفلام وكانت تتم بشكل ارتجالي حتى أدركوا أن الموسيقى يمكن أن تكون سببا في نجاح الفيلم.

مصطلح «الموسيقى الصامتة»

وقالت إن فيلم «الوردة البيضا» مثلا حمل موسيقى تخت شرقية للفصل بين المشاهد دون وجود موسيقى في خلفية المشهد نفسه، مضيفة أنه بدأ مصطلح «الموسيقى الصامتة» في الثلاثينيات مع زكريا أحمد والسنباطي ومعناه هو الموسيقى الخالية من الغناء التي كانت تصاحب المشاهد السينمائية.

وتابعت د. رشا طموم أنه في الخمسينيات مع ثورة يوليو أصبح هناك النشيد الحماسي والأوركسترا وكذلك مع انتشار السينما بشكل أكبر وبدأ يظهر دور الموسيقى بشكل أكبر، وبعد ذلك أصبحت الموسيقى التصويرية يتم تقديمها بشكل منفرد في حفلات وذلك في وقت متأخر أكثر وكان للموسيقار عمر خيرت الفضل في هذا.

سيرة أندريه رايدر

وعن الموسيقار أندريه رايدر، قالت إنه من مواليد القاهرة عام 1914 وهو من أصول يونانية، وليست هناك مصادر واضحة عن ملابسات دخوله عالم الموسيقى فيمكن أن يكون من خلال الملاهي الليلية أو من خلال علاقته بالفنان منير مراد لأن أول فيلمين له كانت بالتعاون بينهما.

تفرد أندريه رايدر

وعن الأمور التي جعلت أندريه رايدر علمًا في مجال عمله بجانب أقرانه، أوضحت: «رايدر جاء في وقت كان فيه اتجاه وحب ورغبة جديدة إننا نقدم الموسيقى المصرية بشكل مبهر والأعداد الضخمة، وفي مصر لدينا ملحنين كبار يقدروا يغزلوا لحن جميل، ولكن فكرة كتابة اللحن أمر آخر، وأندريه رايدر كان متمكنا في هذا الجزء من خلال توزيع الأغاني، ولما تسمع موسيقى فيلم (دعاء الكروان) مثلا لا تجد فيها ألحان شرقية ولكن ألحان مبتكرة لـ(رايدر) ولم يستخدم المزمار الصعيدي مثلا لأن التراجيديا الإنسانية في الفيلم هي الطاغية على أجواء العمل، وهو كان منغمسا في الحياة المصرية وقدر يطوع أدواته الغربية لكي تظهر في الألحان المصرية».

وتابعت: “بعد دخولنا في الستينيات بدأ (رايدر) يغير أدواته ويستخدم آلات البند والكهرباء، وكان لديه قدرة إنه يهيئك لدخول العمل، هل الفيلم مثلا كوميدي أو عاطفي، فهو يعطيك مفاتيح للعمل والشخصيات، فهو يطوع أدواته لكي يشعرك كمشاهد بما أنت مقبل عليه في العمل الفني، وكأننا في حضرة موسيقى تستدعي الصورة البصرية”.


الكلمات المتعلقة‎