تستمع الآن

التوليفة| أحمد مراد: المصري القديم لم يعرف الفول.. وبناة الأهرامات استهلكوا 400 كيلو حبوب يوميًا

الثلاثاء - ٢٥ يونيو ٢٠٢٤

تحدث الروائي أحمد مراد عبر برنامج “التوليفة” على “نجوم إف إم”، اليوم الثلاثاء، عن الأطعمة والمشروبات التي كان يتناولها المصري القديم، وذلك انطلاقًا من بحث أجرته الباحثة منة الله الدري ونشر في مجلة “راوي” عن ماذا يأكل المصريون.

وقال أحمد مراد إن الأبحاث الأخيرة توصلت إلى أن حضارة المصري القديم تمتد إلى أكثر من 12 ألف سنة، موضحا أن الباحثة منة الله الدري تحدثت في البحث الخاص بها عن “ماذا أكل المصريون القدماء في العصور القديمة والوسطى والحديثة” عن تناولهم للحم التماسيح.

الخبز وجبة أساسية

أشار مراد إلى أن الخبز كان وجبة أساسية عند المصريين القدماء، قائلا: “كان الخبز وجبة مهمة وكان يقدم بعدة طرق مختلفة حيث يتم عمله من خلال قمح الإيمر، حيث كان له من قيمة غذائية مهمة، وكان يضاف على القمح الكزبرة والفواكه المجففة ثم خلطهم مع القمح وخبزهم”.

وأوضح أن البصل الأخضر كان ضيفا دائما على مائدة المصري القديم لما له من فوائد كبيرة من بينها تهدئة الأعصاب وقتل الجراثيم حيث كان وجبة مهمة مع الخس البلدي حيث نحتا على جدران المعابد، كما توصلوا إلى الخبيزة وعجنها حيث كانت مليئة بالقيم الغذائية.

تابع مراد قائلا: “حتى عصور الدولتين الحديثة والوسطي لم يكن هناك زيتون وبالتالي لم يكن هناك الكثير من الزيوت إلا أن المصري القديم كان يمتلك زيت بذر الكتان وزيت السمسم”.

وأوضح مراد أن العدس كان من الوجبات التي تناولها المصري القديم، قائلا: “العدس بجبة كان يتم عمله إما بالقشر البني أو تقشيره ويقدم على هيئة كتلة”، مؤكدا أن المصريين القدماء لم يعرفوا الفول إلا في نهايات العصور ولم يكن منتشرا لديهم.

وقال إن الفول انتشر في العصرين اليوناني والروماني بشكل أكبر، كما كان محرمًا على الكهنة أكله.

وأكد عبر برنامج “التوليفة”: “حب العزيز كان منتشرا بشكل كبير أيضا وكان يقدم مجففا أو محمصا، بالإضافة إلى تقديمه كقرابين على المقابر، أو على هيئة مشروبات كحولية، وكتب ذلك على جدران مقبرة رخمي رع منذ 1400 ق.م وهو نبيل من نبلاء الأقصر”.

الدوم والعنب

أوضح مراد أن البلح لم يكن موجودا حتى عصر الدولة الوسطى وما قبل ذلك لم يكن هناك بلح، لكن بعد ذلك بدأ المصري القديم في تحميصه وتجفيفه وكثر إنتاجه.

وأشار إلى أن فاكهتي الدوم والعنب كانا من أكثر الفواكة المنتشرة بجانب “الجميز”، موضحا: “العنب كان منتشرا ويقدم منه الزبيب، بجانب وجود البرقوق المصري”.

اللحوم 

أوضح مراد أن المصري القديم كان يقدر بشكل كبير لحوم الأبقار والضأن والماعز ورسمت هذه الحيوانات على الجدران، مضيفا أن المصري القديم كان يرعى الماشية ويذبحها ويستخرج منها اللحوم لتناولها.

تابع قائلا: “رؤوس الأبقار الكاملة كانت توضع على الموائد، بينما لحم الرأس كان يتم أكلها وقدم العجل أيضا كان يتم تناولها مع المخ أيضا وهناك دلائل على تناول كل هذه المكونات”.

وقال مراد: “كان المصري القديم يأكل الخنازير، لكنها كانت محرمة على الكهنة لأنه وفقًا لأسطورة إيزيس وأوزوريس وسِت، عندما قَتل سِت شقيقه وألقاه وقطع جسده بعدد أقاليم مصر، جاء البرص والخنزير وافترسا جزء من أوزوريس، وبالتالي تم تحريم أكل الخنازير على الكهنة، كما كان المصري القديم يأكل فرس النهر والتمساح أيضًا”.

الدواجن والبط

وتطرق البحث الذي أجرته “منة الله الدري” أن المصري القديم كان يأكل البط والإوز والسمان والنعام وبيض النعام، مشيرة إلى أن قشر بيض النعام الغليظ كان يتم عمل بعض القلادات منه، كما لم يعرف المصري القديم الدجاج حيث تعرف عليه في مرحلة متأخر من الدولة الحديثة.

وأضاف مراد: “في البحث أوضحت أن المصري القديم كان يأكل الأسماك المملحة والأسماك المجففة والأسماك العادية من نهر النيل بجانب المحار النيلي، بالإضافة إلى معرفته ببعض المشروبات مثل الدوم والخروب”.

تابع مراد: “كان المصري القديم يقيم ولائم الطعام وكان يطلق عليها حبي، وكان يرسم الولائم على الجدران عكس الحضارات الأخرى مثل الهندية والسومارية”.

وتطرق مراد إلى بحث آخر أجرته الباحثة الدكتورة “سليمة إكرام”، عن أداب زيارة المنازل في عهد المصري القديم، قائلا: “كان يضع الزائر على رأسه (قرطاسا) به بخور كـ تقليد لطرد الحشرات أو نوع من أنواع الترحيب، كما يقدم صاحب المنزل طبقا صغيرا به لوتس أزرق الذي يبعث بالاسترخاء والهدوء النفسي”.

وأضاف: “زهرة اللوتس كان لها طرق معينة لإظهار رائحتها من خلال وضع أنواع معينة من السوائل عليها حتى تعطي رائحة أقوى”.

وأشار إلى أن ولائم الطعام التي كانت تقام كان لا بد من وجود جلسات غناء، وهو ما ظهر عبر جدران المعابد.

بناة الأهرامات

تطرق مراد إلى بحث أجراه الباحث “كلير ماليسون” عن بناة الأهرامات، مشيرا إلى أنه أوضح أنه بجانب الأهرامات كان يوجد مدينة كاملة للعمال.

وأضاف: “كانت المدينة تضم مكانًا يشبه صالة الطعام الضخمة، التي يقوم عليها عدد ضخم من الأشخاص لخدمة من 8 آلاف إلى 9 آلاف عامل، حيث كانوا يستهلكوا 400 كيلوجرام من الحبوب يوميًا”.

وأوضح أن 100 شخص كانوا قائمين على خدمة هذا العدد الكبير من الأشخاص، حيث كانوا يضعون الطعام في قوالب طينية بجانب وجود نوع من أنواع الدهون الحيوانية لمد العاملين بالطاقة.

وأكد: “كان الأمر بمثابة شبكة عملاقة لخدمة العاملين، حيث أشار البحث إلى أنه تم ذبح 5110 رؤوس ماشية و15 ألفًا و200 من الغنم سنويًا، كما أنه كان ينقل ويرعى تلك الحيوانات 20 ألف شخص على مدار سنوات”.


الكلمات المتعلقة‎