تمر اليوم 28 مايو الذكرى الـ14 لوفاة المؤلف والسيناريست الكبير أسامة أنور عكاشة والتي تتصادف كذلك مع مرور أربعين يومًا على وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني الذي وافته المنية في 19 أبريل الماضي، لتجتمع ذكرى مؤلف وبطل أحد أشهر الأعمال الدرامية المصرية وهو مسلسل «أرابيسك».
وفي ذكرى الكبيرين نستعيد سويًا حوارًا نادرًا عمره 30 سنة جمع بين أسامة أنور عكاشة وصلاح السعني مع الشخصية الحقيقية لـ«حسن أرابيسك» وهو صانع الأرابيسك علي حمامة، وذلك على صفحات مجلة الإذاعة والتليفزيون.
صفحات الحوار الذي شاركه الكاتب جرجس شكري وهو صاحب المواجهة التي نُشرت في مارس 1994، تحكي عن اكتشاف صاحب الحوار للشخصية الحقيقية وتحديده لهذا اللقاء في شوارع الغورية وداخل ورشة «علي حمامة» صانع الأرابيسك الشهير، وهو الحوار الذي نستعرض بعض ملامحه..
يحكي الكاتب ومُجري الحوار جرجس شكري: «في البداية جن جنوني لما علمت أن هناك شخصا حقيقيا. واسمه على أرابيسك . وأحيانا ينادونه على حمامة.. وطرت فرحا !! خبطة ! لكنى لما رأيته نسيت كل شيء إلا أنني أمام روح مصرية من لحم ودم أجمل من أي أرابيسك في الدنيا، وفاجأني بغضبه لأن حسن أرابيسك في المسلسل يشرب المخدرات ويحكى أسراره في قعدة هوا… وفوجئت بأن لعلي أخ يشبه حسني (هشام سليم)، وأنه يريد الخناق مع صلاح السعدني.. فلما سألته عن السبب قال: أنا عمري ما هتخانق مع أخويا، أرفع قضية على أخويا إزاي؟! لحظتها فقط فكرت في السعدني.. العمدة .. وفوجئت أنه جاء إلى هذا المكان ووقف في الورشة وتعلم على المخرطة ففكرت أن أجیء به مع أسامة أنور عكاشة.. وهذا ما حدث».
فور أن بدأ الحوار، يقول الكاتب جرجس شكري كما جاء على صفحات المجلة: «لم ينتظر على حمامة أن نتكلم أو أدير أنا الحديث، كما اتفقنا، ووجه أول قذيفة ناحية المؤلف، قائلًا: “يا أستاذ أسامة، المفروض حسن عاشق، حبيب، وحبيبته يغازلها ليرضيها ويفعل أى شىء من أجلها.. لماذا لم تتركه يفعل ما يريد؟ وفشل حسن النعمانى فى حياته الزوجية كان له دور كبير فى مأساة هذه الشخصية كما جسدها عكاشة”.
فرد عكاشة بهدوء: “يا عم علي ما تراه هو المفروض.. لكن لو فعلت ذلك ما كانت هناك دراما، أى ما كان هناك مسلسل.. حسن النعمانى فى هذا المسلسل مدان بأشياء كثيرة، وصدمته فى زوجته جعلته فى حالة غضب عام، استياء من كل حاجة.. فهو يعاقب نفسه ويلومها بشدة قبل أن يلوم الآخرين، أنا كتبت شخصية من لحم ودم، تحمل كل المشاعر”.
على حمامة: “أنا استغربت.. فمثلًا حين يكون حسن قاعد مع نفسه يتكلم كويس، كلام موزون، وفجأة ينسى نفسه ويضيع نفسه.. وبعدين ده مش واد أى كلام واقع.. حسن ابن بلد شبعان من أبوه ومتربى”.
وقال السعدني: “في الدراما عادة ما يقدمون البطل على أنه شخصية بلا خطيئة، يعنى ابن حلال وطيب وهذا لا يملكه إلا الأنبياء.. ورسولنا الكريم حين سألوه فى حكاية تطريح النخل، قال أنتم أعلم بأمور دنياكم «وأنا لا أتخيل بطلا خاليًا من العيوب يا على، وهذا ما قدمه الأستاذ أسامة. وكأنه يحاول إقناعه بأن ما شاهده فى المسلسل شخصية درامية، وليس شخصيته”.
وأوضح عكاشة كذلك: “أنا بطبيعتى وتكوينى الثقافى ضد البطل النمطى الجاهز الذى يقدم كل الحلول بسرعة وسهولة، وطرحت شخصية حسن بكل ما تحمله الشخصية من تناقضات يمكن أن تجدها فى أى شخص مصرى فى نهايات القرن العشرين”.
*صورة من الحساب الشخصي للإذاعية نسرين عكاشة ابنة الكاتب الراحل على فيسبوك
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار