تستمع الآن

«يا أيها الذين آمنوا»| الدكتور سعد الدين هلالي يتحدث عن تفسير آية «لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ»

السبت - ٠٦ أبريل ٢٠٢٤

تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، عبر برنامج «يا أيها الذين آمنوا»، على «نجوم إف إم»، اليوم السبت، عن تفسير الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).

وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «زادكم الله تشريفًا واختصكم بنداء يا أيها الذين آمنوا 90 مرة في كتاب الله، منهم مرة (أيها المؤمنون) وهو خطاب مفتوح ومعلن لعظمة الخطاب، ولأن الإيمان بالله لا يعزل المؤمن عن غيره حتى يختص بخطاب سري».

وأضاف: «نداء اليوم في قول الله سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)”.

وتابع: “القول هو الكلام الذي تتكلم به سواء كان هذا القول بالإشارة أو بالألفاظ، ولكن المقصود به الوعود والعهود، والفعل هو العمل أي لما تعملون ما لا تقولون أي قولك شيء وعملك مخالف، والمقت هو البغض الأشد”.

سبب نزول الآية

وعن سبب نزول الآية، أوضح الدكتور سعد الدين هلالي: “مجاهد بن جابر بقول هذه الآية نزلت في نفر من الأنصار أي من الصحابة الأنصار، قالوا في مجلس لو نعلموا أي الأعمال أحب إلى الله لعملنا بها حتى نموت، أيضا روي عن عبدالله بن عباس أن الآية نزلت في ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الله علينا الجهاد، قالوا وودنا أن الله عز وجل يدلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به، فأخبر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام أن أحب الأعمال إليه إيمان به لا شك فيه وجهاد أهل معصية، فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم أمر الجهاد فنزلت الآية الكريمة”.

وأشار الدكتور سعد الدين هلالي: “أيضا مقاتل بن حيان قال سبب آخر، إن المؤمنون في عصر سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام، قالوا لو نعمل أحب الأعمال إلى الله لعملنا به، فدلهم الله على أحب الأعمال إليه فقال (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) فابتلوا يوم أحد بالقتال والجهاد فولوا عن سيدنا النبي مدبرين فأنزل الله تلك الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)”.

واستطرد: “هذه الآية تفتح لنا مجال متعدد، مثلا طبقها في الوفاء بالوعد الأخلاقي وأيضا بعقود التبرعات وطبقها في الوفاء بعقود المعاوضات، وأيضا في النذر لله عز وجل، والوعد الأخلاقي واجب ديني وأخلاقي وإنساني، الرسول ﷺ أخبر عن المنافقين بخصال ليحذرنا منها، حتى نبتعد عنها، يقول ﷺ: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، ويقول ﷺ: (أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خِصْلَة منهن كانت فيه خصلة من النفاق، حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر)”.


الكلمات المتعلقة‎