تستمع الآن

«يا أيها الذين آمنوا»| الدكتور سعد الدين هلالي يتحدث عن تفسير آية «إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِى ٱلْمَجَٰلِسِ فَٱفْسَحُواْ»

الجمعة - ٠٥ أبريل ٢٠٢٤

تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، عبر برنامج «يا أيها الذين آمنوا»، على «نجوم إف إم»، اليوم الخميس، عن تفسير الآية الكريمة (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِى ٱلْمَجَٰلِسِ فَٱفْسَحُواْ يَفْسَحِ ٱللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ ٱنشُزُواْ فَٱنشُزُواْ يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَٰتٍۢ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «زادكم الله تشريفًا واختصكم بنداء يا أيها الذين آمنوا 90 مرة في كتاب الله، منهم مرة (أيها المؤمنون) وهو خطاب مفتوح ومعلن لعظمة الخطاب، ولأن الإيمان بالله لا يعزل المؤمن عن غيره حتى يختص بخطاب سري».

وأضاف: «نداء اليوم في قول الله سبحانه (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِى ٱلْمَجَٰلِسِ فَٱفْسَحُواْ يَفْسَحِ ٱللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ ٱنشُزُواْ فَٱنشُزُواْ يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَٰتٍۢ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)”.

وتابع الدكتور سعد الدين هلالي: “(تَفَسَّحُواْ)، بمعنى توسعوا ولا تتضموا، تفسح المكان أي اتسع وتفسح له في المجلس وسع له فيه، والمجالس هو مكان الجلوس أو مجتمع الناس، (ٱنشُزُواْ) أي ارتفعوا عن مواضعكم حتى توسعوا لأخوانكم، وأصل النشوز الخروج عن المعتاد أو الارتفاع”.

سبب نزول الآية

وعن سبب نزول الآية، قال الدكتور سعد الدين هلالي: «ذكر ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره سبب نزول هذه الآية عن قتادة ابن دعامة، قال نزلت في مجالس الذكر فقد كانوا إذا رأى أحدهم مقبلا ضموا بمجالسهم عند رسول الله صلى عليه وسلم فأمرهم أن يفسح بعضهم لبعض، وذكر ابن أبي حاتم الرازي عن مقاتل ابن حيان سبب آخر لنزول تلك الآية، ويقول إن الآية الأمرة بالتفسح في المجالس نزلت يوم جمعة ولم يكن نزولها بسبب مجالس الذكر، وقال مقاتل بن حيان: أنزلت هذه الآية يوم جمعة وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يومئذ في الصفة، وفي المكان ضيق، وكان يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار، فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجالس، فقاموا حيال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فرد النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم سلموا على القوم بعد ذلك، فردوا عليهم، فقاموا على أرجلهم ينتظرون أن يوسع لهم ، فعرف النبي – صلى الله عليه وسلم – ما يحملهم على القيام، فلم يفسح لهم، فشق ذلك على النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال لمن حوله من المهاجرين والأنصار، من غير أهل بدر: “قم يا فلان، وأنت يا فلان”، فلم يزل يقيمهم بعدة النفر الذين هم قيام بين يديه من المهاجرين والأنصار من أهل بدر، فشق ذلك على من أقيم من مجلسه، وعرف النبي – صلى الله عليه وسلم – الكراهة في وجوههم، فقال المنافقون: ألستم تزعمون أن صاحبكم هذا يعدل بين الناس؟ والله ما رأيناه قبل عدل على هؤلاء، إن قوما أخذوا مجالسهم وأحبوا القرب لنبيهم، فأقامهم وأجلس من أبطأ عنه، فبلغنا أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “رحم الله رجلا فسح لأخيه”، فجعلوا يقومون بعد ذلك سراعا، فتفسح القوم لإخوانهم، ونزلت هذه الآية يوم الجمعة».

وأشار: «الأمر بالتفسح في المجالس لما تكون الدعوة عامة مثل صلاة الجمعة أو الجماعة ولكن لو كان المكان محجوزا باسم صاحبه فلا يجوز الجلوس فيه إلا بإذنه، ولا يجوز إقامة أحد منه إلا بإذنه وفيه حديث أخرجه الطبراني، قال رسول الله صلى عليه وسلم (من سبق إلى ماء لم يسبق إليه مسلم فهو أحق به)».


الكلمات المتعلقة‎