تستمع الآن

«يا أيها الذين آمنوا»| الدكتور سعد الدين هلالي يتحدث عن تفسير آية «إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ»

الخميس - ٠٤ أبريل ٢٠٢٤

تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، عبر برنامج «يا أيها الذين آمنوا»، على «نجوم إف إم»، اليوم الخميس، عن تفسير الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ، إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «زادكم الله تشريفًا واختصكم بنداء يا أيها الذين آمنوا 90 مرة في كتاب الله، منهم مرة (أيها المؤمنون) وهو خطاب مفتوح ومعلن لعظمة الخطاب، ولأن الإيمان بالله لا يعزل المؤمن عن غيره حتى يختص بخطاب سري».

وأضاف: «نداء اليوم في قول الله سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ، إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)”.

وتابع: “التناجي، في أبسط تعريفه هو حديث الاثنين سرا في وجود ثالث لا يسمعهما، هذا الشخص الثالث سيغلب على ظنه إن الاثنين الآخرين يتأمران عليه أو يتحدثا عنه شرا، وبالنظر إلى تلك الحكمة من النهي عن التناجي فإنه يجب توسعة تفسير التناجي بأنه حديث الأكثرية فيما بينهم مع وجود الأقلية التي لا تسمع حديث الأكثرية، أما حديث الأقلية في وجود الأكثرية فليس من التناجي”.

وأوضح الدكتور سعد الدين هلالي: “أما (الْإِثْمِ) فهو الذنب أو العمل السيئ الذي يضر صاحبه دينا ودنيا، مثل الفطر في رمضان بغير عذر، وأيضا ترك فريضة من فرائض الصلاة هي أثام تضر صاحبها ولا تضر غيره، أما (الْعُدْوَانِ) فهو عمل سيئ يضر الآخر سواء كان في دينه أو دنياه، أما معصية الرسول فهي مخالفته دون عذر، ومن ذلك حديث أخرجه البخاري عن عقبة ابن أبي عامر إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنَّ أحقَّ الشروطِ أن تُوفوا به، ما اسْتحْلَلْتُم به الفروجَ)”.

وواصل: “أما (الْبِرِّ) فهو كل أوجه الخير، أما (التَّقْوَىٰ) فهي مراعاة ربنا في الأقوال والأفعال حتى الصمت كله بالأصول المرعية، أما (تُحْشَرُونَ) فهو الجمع في مكان واحد أو جمع الكثرة في مكان ضيق، ولكن لأن ربنا هو صاحب المكان والزمان فالأنسب أنا نفهم الحشر بمعنى الوقوف بين يدي الله سبحانه للسؤال”.

سبب نزول الآية

وتطرق الدكتور سعد الدين هلالي للحديث عن سبب نزول الآية، قائلا: “الإمام ابن حاتم الرازي ذكر عن مقاتل ابن حيان سبب نزول الآية، ويقول إنه كان بين اليهود المقيمين في المدينة المنورة وبين سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، موادعة فكانوا إذا مر بهم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلسوا يتناجون بينهم حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله أو بما يكره المؤمن، فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم فترك طريقه عليهم، فنهاههم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى فلم ينتهوا فأنزل الله تلك الآية (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ، إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)”.


الكلمات المتعلقة‎