تستمع الآن

«يا أيها الذين آمنوا»| الدكتور سعد الدين هلالي يتحدث عن تفسير آية النهي عن السخرية

الثلاثاء - ٠٢ أبريل ٢٠٢٤

تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، عبر برنامج «يا أيها الذين آمنوا»، على «نجوم إف إم»، اليوم الثلاثاء، عن تفسير الآية الكريمة (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا یَسۡخَرۡ قَوۡمࣱ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰۤ أَن یَكُونُوا۟ خَیۡرࣰا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَاۤءࣱ مِّن نِّسَاۤءٍ عَسَىٰۤ أَن یَكُنَّ خَیۡرࣰا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُوا۟ بِٱلۡأَلۡقَـٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِیمَـٰنِۚ وَمَن لَّمۡ یَتُبۡ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ).

وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «زادكم الله تشريفًا واختصكم بنداء يا أيها الذين آمنوا 90 مرة في كتاب الله، منهم مرة (أيها المؤمنون) وهو خطاب مفتوح ومعلن لعظمة الخطاب، ولأن الإيمان بالله لا يعزل المؤمن عن غيره حتى يختص بخطاب سري».

وأضاف الدكتور سعد الدين هلالي: «نداء اليوم في قول الله سبحانه (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا یَسۡخَرۡ قَوۡمࣱ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰۤ أَن یَكُونُوا۟ خَیۡرࣰا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَاۤءࣱ مِّن نِّسَاۤءٍ عَسَىٰۤ أَن یَكُنَّ خَیۡرࣰا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُوا۟ بِٱلۡأَلۡقَـٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِیمَـٰنِۚ وَمَن لَّمۡ یَتُبۡ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ)».

وتابع الدكتور سعد الدين هلالي: «(یَسۡخَرۡ)، بمعنى يستهزأ ويستخف أو يحتقر أو يستهين، (قَوۡمࣱ) هم جماعة من الناس يشتركون في اللغة أو الثقافة أو الدين أو أي مصلحة تجمعهم، (تَلۡمِزُوۤا۟)، يعني تغتابوا أو تتبعوا المعايب والعورات، واللمز والهمز هو الانتقاص من الآخر أو ذكر عيوبه، والهمز أشد من اللمز، وبعض علماء الحدث قالوا إن اللمز يكون بحديث اللسان قولا، أم الهمز يكون بالفعل مثل حركة اليد أو غمز العين وربنا جمع بين الأمرين في سورة الهمزة، فقال سبحانه (وَیۡلࣱ لِّكُلِّ هُمَزَةࣲ لُّمَزَةٍ)، التنابز هو التعايب والتعاير المتبادل بالألقاب التي تقال للانتقاص من الآخر، و(بِئۡسَ) فعل جامد وضع للذم ضد المدح، والسخرية منهج وحيلة المفلسين، والمفلس ليس لديه حجة بخلاف شخص قوي صاحب الحجة والمنطق فالحق قوي بنفسه أمام عديم الحجة فيعوض فقره وجهله بالسخرية، وقال سبحانه عن المنكرين للبعث (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ، بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ، وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ، وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ)»

وأردف: «هناك أمر اسمه المشاكلة وهو المماثلة في الاسم دون المسمى، كقوله تعالى (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ) مع أن السيئة الثاني هي عقاب بحق، ومنه أيضا قوله تعالى (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)».

وشدد: «الدليل على تحريم السخرية واللمز والتنابز بالألقاب ولو مع غيرا لمؤمنين، في قول الله تعالى (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، ونسمع أيضا قول الله تعالى (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ، قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ، قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ)، أمر الدين نفوضه لله وحكم الدين في الآخرة وليس في الدنيا».


الكلمات المتعلقة‎