تحدث يوسف الحسيني في حلقة اليوم من «نساء ملهمات» على «نجوم إف.إم» عن السيدة شجرة الدر.
وقال إن شجرة الدر هي شخصية تاريخية مهمة في تاريخ مصر، وهي اسمها عصمة الدين أم خليل، وهي أول وآخر ملكة لمصر بعد الفتح الإسلامي، وأيضا كانت أول مملوكة تجلس على عرش مصر، وحكمت مصر لمدة ثمانين يوم فقط، وبالرغم من قصر المدة إلا أنها أصبحت واحدة من أشهر الشخصيات في التاريخ المصري.
شجرة الدر كانت جارية من أصل تركي والبعض قال إن أصلها من خوارزم أو من أرمينيا، بداية ذكرها يعود لسنة 1239 ميلاديا عندما ضمها الملك الصالح نجم الدين أيوب ضمن جواريه، ولما أصبح نجم الدين سلطان مصر سنة 1840 كانت شجرة الدر تنوب عنه في الحكم عندما يكون خارج مصر. توفي الملك الصالح بعد ما حكم مصر تقريبا 10 سنوات وفي لحظة شديدة الحرج من تاريخنا فاستدعت شجرة الدر قائد الجيش المصري ورئيس القصر السلطاني وأبلغتهم بالموقف الصعب للبلاد أنها أصبحت من غير حاكم رسمي، ومع وجود الغزو الأوروبي والتجمع في دمياط اتفقوا أنهم يخفوا الخبر كي لا تضعف معنويات الناس والجيش، ونقلت شجرة الدر جثمان الملك الصالح في السر للقاهرة ووضع في قلعة جزيرة الروضة، وقررت شجرة الدر أنها تستدعي ولده توران شاه كي يبدأ الحكم بعد أبيه المتوفي.
وفي الفترة قبل عودة توران شاه، تولت شجرة الدرت نظيم وترتيب شؤون الدولة وإدارة أمور الجيش والجند في ساحة القتال وعهدت لفخر الدين قيادة الجيش. وقادت شجرة الدر البلاد في ظروف شديدة الصعوبة بطريقة جعلت الجيش المصري ينجح في التصدي للعدوان الأوروبي، وبالتالي حافظت السلطنة بشكل جيد حتى عاد توران شاه وتسلمها وقاد الدولة للنصر.
تطورت الأحداث وقام توران شاه بأفعال أدت لغضب المماليك وانتهى الأمر بقتله ومبايعة شجرة الدر للحكم فأصبحت سلطان على مصر وحكمت مصر منفردة تقريبا 6 شهور وقامت بصك عملة باسمها.
رفض الخليفة العباسي المعتصم أن تتولى امرأة الحكم، فتزوجت شجرة الدر عز الدين أيبك قائد المماليك البحرية الذي كان من مماليك الصالح نجم الدين أيوب، وحل أيبك محل شجرة الدر في الحكم ونادت الناس به سلطان في أنحاء البلاد وتسمى باسم السلطان الملك المعز عز الدين أيبك. واستمرت شجرة الدر تحكم باسم زوجها من وراء الستار لمدة 3 سنوات.
لكن طموح أيبك زاد وبدأ يخطط لمن يتولى العرش من بعده وقرر أن يتزوج من ابنة بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل، فتوترت العلاقة ما بينه وبين شجرة الدر التي خططت ودبرت لقتله، وحاولت شجرة الدر أنها تقنع الأمراء بأنه مات ميتة طبيعية، لكن تم قتل شجرة الدر ودفنت في مقبرة بين مقابر المماليك تحت القلعة.
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار