تحدث يوسف الحسيني في حلقة اليوم من «نساء ملهمات» على «نجوم إف.إم» عن ست المُلك.
وقال إنها استطاعت أن تصلح شؤون الدولة بعد فترة حكم اتسمت بكل أوجه وأشكال الفساد والإفساد، بتوجيهها وإرشادهها لابن أخيها، الذي أصبح خليفة في عمر صغير.
ست المُلك ولدت سنة 970 ميلاديا وهذا بعد وصول الفاطميين لمصر بسنة واحدة، حيث جاءت مع والدها العزيز بالله في ركب جدها المعز لدين الله وهذا كان في أواخر 362 هجريا، وتربت في القصر الفاطمي بقلب القاهرة، وقد اتصفت بالحكمة والرزانة والحزم والجد، وحازت على درجة كبيرة من حب أبوها، ولما كبرت أصبحت موضع ثقة عنده، وكان يستشر لها في الكثير من الأمور.
ست الملك هي الأخت الكبيرة للخليفة الشهير الحاكم بأمر الله سادس الخلفاء الفاطميين، والذي تولى الخلافة بعد والدهم العزيز بالله، وذلك من سنة 975 ميلاديا حتى 996 ميلاديا، وبعتبر عهد أخيها الحاكم بأمر الله من أغرب العهود كيفما يحكي الرواة حيث كان به قلاقل واضطرابات، والبعض قال إنه كان فيه ظلم وسفك للدماء ومراسيم غريبة بعضها في التحريم وبعضها في الإباحة، لكن الأميرة ست الملك حاولت النصيحة والإرشاد للخليفة، لكنه كان يرفض النصح، ولهذا أصبح فيما بعد بينهما العدااء.
وبعد وفاة أخيها، قامت ست الملك بتنصيب ابن أخيها الملقب بالظاهر لتولي الخلافة، حيث تمكن الخليفة الصغير بوحي من عمته ست الملك إصلاح الأمور التي كانت فسدت بسبب والده، وألغيت الكثير من المراسيم وعملت ست الملك على توطيد أركان الدولة الفاطمية من جديد بمنتهى الذكاء والفطنة والدهاء، خصوصا بعد إزالة منافسيها، وعملت على تقليل الاضطرابات مع الإمبراطورية البيزنطية، واستمرت ست الملك تدبر شؤون الدولة وأمرها، ونجحت بالفعل في إصلاح ما فسد في وقت الحاكم بأمر الله، حتى توفيت في أواخر سنة 414 هجريا والذي يوافق تقريبا 1023 ميلاديا.
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار