قالت مريم أمين إن الشاعر صلاح عبد الصبور كان لديه هاجس أن سيتوفى في سن صغيرة ولن يستمر طويلا في الحياة، موضحة أن ذلك الإحساس كان يلازمه طيلة عمره.
وأضافت مريم أمين عبر برنامج “مع خالص حبي” على “نجوم إف إم”، اليوم الإثنين، أن صلاح عبد الصبور قرر كتابة كتابًا يحكي فيه عن أزماته وأفكاره في الحياة عندما كان على مشارف الخمسين من عمره.
وأشارت إلى أنه كتب جوابًا إلى ابنته مي التي كان عمرها صغيرا في تلك الفترة، حيث قال:
فتاتي العاقلة ما رأيك في شوارب الرجال؟.. وهل الرجل تحبينه بشنب أم من غير شنب؟.. سؤال غريب ولكن الذي دفعنى إلى توجيهه إليك أمران أولهما هو كثرة الشنبات بين الشبان هذه الأيام”.
أنا شخصيا لى شنب ولى قصة مع هذا الشنب بدأت فصولها الأولى منذ ثلاثين عاما.. حين كنت أتوسل إليه بحد الموس أن يخضر ثم أتوسل إليه بحد الموسى وبالقلم الرصاص أن يسود ويتكاثف.. أما فصلها الأخير فهو أريد أن أتخلص منه لأنه أصبح في لون الملح والفلفل شعرة بيضاء وشعرة سوداء.
وأنا لولا الملامة – لسارعت إلى إزالته، ولكن ماذا أفعل في رأسي، وقد اندلع فيها الشيب كالفضيحة، وأنا لا أجرؤ أن استعمل الصبغة كما كما يستعملها بعض زملائنا الكتاب الذين يعرفون أن خدعتهم لا لا تجوز على أحد إلا عليهم.. ولكني رغم ذلك أكتم سرهم.
لقد كان أكبر رواج عرفته الشنبات في فرنسا أواخر القرن التاسع عشر، كانت موضة الرجال هي الشنبات وكانت موضة النساء هي “مشد الجسد” وكان أشهرها هو مشد إيفيت جلبير مغنية المولان روج كأنها كالفراشة.
كانت النساء في تلك الفترة يرون أن الشوارب من بواعث الحب، متسائلا عن العلاقة بين المشد والشنب؟ مشيرًا إلى “إنه سر العلاقة بين الرجل والمرأة فحين تحاول المرأة أن تبدو أكثر أنوثة يحاول الرجل أن يبدو أكثر رجولة، لقد كانت المرأة تريد أن تبدو ملائكية رقيقة لمسات النسيم تجرح خديها ولمس الورد يدمي أصابعها كما يقول الشاعر العربى القديم، وكان الرجل يريد أن يبدو خشنا يحب تلقيبه بالأسد القوي.
لكن ماذا عن عصرنا يا صديقتي؟.. النساء أقبلت على ملابس الرجال وتعمدن الظهور بمظهر الإهمال المتعمد، وأصبحت لغتهم خشنة وسلوكهم مسترجل فكوني أنثى يا فتاتي”.
فيما أوضحت مريم أمين أن صلاح عبد الصبور توفي عن عمر ناهز الـ50 عامًا وترك لابنته هذا الجواب بجانب عدة جوابات أخرى.
«مع خالص حبي» قراءة في خطاب يوميًا من الساعة 5.05 حتى 5.10 عصرا.
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار