رحل عن عالمنا صباح اليوم الفنان القدير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 سنة، وذلك بعد مسيرة فنية استمرّت لأكثر من نصف قرن من أول أعماله عام 1960 حتى آخر مشاركاته الفنية عام 2013.
وخلال لقاءاتهم على الهواء، قدم ضيوف «نجوم إف.إم» من فنانين ونُقّاد شهادات وحكايات عن الفنان القدير الراحل، نستعرضها معكم في التقرير التالي.
أغنية على الممر
المخرج علي عبد الخالق حكى عن فيلمه الشهير «أغنية على الممر» الذي شارك به «السعدني» وقال إن الفيلم تكلف وقت إنتاجه 19 ألف جنيه وكانت تكلفة متوسطة لفيلم في هذا الوقت، وأخذ الجيش وقتها 4 آلاف جنيه من التكلفة لإيجار المعدات من الدبابات ومعدات الجنود والأسلحة، وكانت أجور أبطال العمل وقتها قليلة، حيث كان أعلاهم الفنان محمود مرسي لأنه نجم كبير وكان أجره 4 آلاف جنيه، وقبل الفنانين بأخذ 20% من أجرهم واستكمال الباقي عند العرض، حيث نجح الفيلم بشكل كبير، وحصل على 9 جوائز في 9 مهرجانات كبيرة مصرية وعالمية.
وأشار إلى أنه كانت توجد سيارة إسعاف دائمة إلى جوار دار سينما ديانا حيث يُعرض الفيلم، لأنه في مشهد استشهاد صلاح السعدني في الفيلم كانت السيدات يُصبن دائمًا بحالات تشنج وإغماء، لأنه يبدو أنهم لديهم أخ أو زوج أو حبيب في الحرب أو استُشهد مثله.
«مسنود من غير ما أتسند»
وقال الفنان أحمد صلاح السعدني نجل الراحل في لقاء سابق عبر «أسرار النجوم»: «أنا مسنود من غير ما أتسند وشكلي معروف من قبل التمثيل، وعملت مع والدي في أول عمل لي (رجل في زمن العولمة) ورفضت بعد ذلك كثيرا من الأعمال معه وندمت بعد ذلك طبعا وكانت أعمال رائعة، ولكن لصغر سني أحببت أن أصنع اسمي بنفسي وكان هذا خطأ كبير، وأنا مؤمن إن الحياة فيها حاجات كثيرة أهم من الشغل ونحن لن نعيش كثيرا وعندنا أهالينا وأصحابنا وفيه حاجات مهمة الناس تهملها وهي أكثر أهمية».
«فجأة أصبحت أهم شخص في المكان»
واستعاد المخرج خالد جلال ذكريات أول انطلاقة له في العمل المسرحي، وقال: «عدت من إيطاليا وكان ماسك وزارة الثقافة الفنان فاروق حسني، وكانوا بياخذوا الشباب في هذه المنحة وتوليت إدارة مسرح الشباب، ثم قابلت الفنان صلاح السعدني في الأوبرا وسمع عني من العاملين في مجال المسرح، وركبت معه السيارة وكانوا يعرضون فيلم لشيريهان اسمه (عرق البلح) وذهبنا للسينما ووجدنا شيريهان وسلم عليها وشاور عليّ وقال لها تعرفي هذا الشخص، قالت له لأ، قالها ده أعظم مخرج مسرحي حاليا، وأنا مذهول، ثم ذهب لمحمود حميدة وقال نفس الأمر، وفجأة أصبحت أهم شخص في المكان».
وتابع: «خرجنا من السينما وشكرته وسألته له لماذا فعلت هذا الأمر، فأجاب أنه سمع عني الكثير من المقربين، وطلب مني إخراج مسرحية (لما بابا ينام) وهي مسرحية قطاع خاص بما أني مخرج جديد وكان قدرا غريبا، وبعد ما وقعت وشرحت للأستاذ عصام إمام المنتج رؤيتي، ثم بعدها بأسبوعين الأستاذ صلاح السعدني قرر الاعتذار عن المسرحية، وأنا أدبيا قررت الاعتذار بدوري، ولكنه رفض وقال لي لازم تكمل المسرحية، وجاء مكانه الأستاذ حسن حسني ثم يسرا وهشام سليم وسعيد طرابيك، كان عملا من أجمل ما يمكن بالنسبة لي، ثم عملت أيضا مسرحية اسمها (هلهوطة وبركوتة) للأطفال كانت بطولة محمود الجندي وحنان شوقي وحسن عبدالفتاح، وكان عرضها بيوقف مدينة نصر حرفيا، كانت كل قطعة معمول فيها مثل أفلام ديزني».
«الموهوب الكسول»
كما تحدث الكاتب الصحفي محمد الشماع في لقاء عبر «لدينا أقوال أخرى» عن «السعدني»، ووصفه بأنه «الموهوب الكسول» لأنه «كان يتأنى ويختار الأمر الصحيح ويكفي أنه اعتذر عن أعمال لا أستطيع أن أجد لها أي تفسير، فقد اعتذر ليوسف شاهين عن فيلم الاختيار، كان نادمًا أنه اعتذر أيضا عن دور يوسف شعبان في (الدنيا على جناح يمامة)، فكرة تسميته العمدة هو دور العمدة نفسه الذي قدمه في ليالي الحلمية، حسن أرابيسك وهو صلاح السعدني بكل اختلافاته ولديه القيمة المهمة والقيم الجديدة التي جاءت على الحارة كان رافضها تماما، وأعتقد أن أسامة أنور عكاشة كان يفكر في صلاح السعدني وهو بيكتب الدور، وهو كان معروضا في البداية على عادل إمام».
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار