تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، عبر برنامج «يا أيها الذين آمنوا»، على «نجوم إف إم»، اليوم الثلاثاء، عن تفسير الآية الكريمة (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأۡكُلُوۤا۟ أَمۡوَ ٰلَكُم بَیۡنَكُم بِٱلۡبَـٰطِلِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَ تِجَـٰرَةً عَن تَرَاضࣲ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِیمࣰا).
وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «زادكم الله تشريفا واختصكم بنداء يا أيها الذين آمنوا 90 مرة في كتاب الله، منهم مرة (أيها المؤمنون) وهو خطاب مفتوح ومعلن لعظمة الخطاب، ولأن الإيمان بالله لا يعزل المؤمن عن غيره حتى يختص بخطاب سري».
وأضاف: «نداء اليوم في قول الله سبحانه (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأۡكُلُوۤا۟ أَمۡوَ ٰلَكُم بَیۡنَكُم بِٱلۡبَـٰطِلِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَ تِجَـٰرَةً عَن تَرَاضࣲ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِیمࣰا)، لماذا سمي أخذ المال ظلما إنه أكل للمال بغير حق؟ لأن المال غالبا يتم شراء الطعام به ويؤكل، ولكن أيضا من يأخذ مال على الوجه غير الصحيح يفسده مثل الإنسان الذي يأخذ طعام ويمضغه فأصبح لا يصلح إن غيره يأكله، فهو أفسد الطعام على غيره، والباطل ضد الحق، كما قال سبحانه (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)».
التاجر الصدوق
وتابع الدكتور سعد الدين هلالي: «هناك حديث أخرجه البيهقي والحكيم الترمذي من أجمل الأحاديث عن معاذ بن جبل، إن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام يقول (أطيبُ الكسبِ كسبُ التجارِ الذين إذا حدَّثوا لم يكذبوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا وعدوا لم يُخلِفوا وإذا اشتروْا لم يَذُمُّوا وإذا باعوا لم يُطروا وإذا كان عليهم لم يمطُلوا وإذا كان لهم لم يُعسِّروا)، وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عيه وسلم قال (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء)».
وواصل: «فما علاقة القتل النفس بالتجارة أن تكون عن تراض؟. الحقيقة أن العلاقة ظاهرة جدا عن الناس الذي يصابوا بإحباط من خسارة تجارتهم أو من ضياع أموالهم، فممكن الضائقة المالية تجعل صاحبها يتوجه إلى أذى نفسه أو الانتحار، ولكن نصيحتي لهؤلاء أن المال يذهب ويعود (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)».
وأشار: «هناك حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قال في خطبة الوداع (لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ)، وأيضا سيدنا النبي حذرنا من أكل الحرام في حديث أخرجه مسلم عن أبي هريرة، قال صلى الله عليه وسلم (يا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ بِه المرسلينَ، وقالَ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ، قالَ وذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك)».
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار