تستمع الآن

«يا أيها الذين آمنوا»| الدكتور سعد الدين هلالي يوضح تفسير آية «إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ»

الجمعة - ١٥ مارس ٢٠٢٤

تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، عبر برنامج «يا أيها الذين آمنوا»، على «نجوم إف إم»، اليوم الجمعة، عن تفسير الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ).

وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «زادكم الله تشريفا واختصكم بنداء يا أيها الذين آمنوا 90 مرة في كتاب الله منهم مرة (أيها المؤمنون) وهو خطاب مفتوح ومعلن لعظمة الخطاب، ولأن الإيمان بالله لا يعزل المؤمن عن غيره حتى يختص بخطاب سري».

وأضاف: «نداء اليوم في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”.

وتابع الدكتور سعد الدين هلالي: “هذه أطول آية في كتاب الله وتسمى آية المداينات، آية جامعة مانعة وعظيمة وترشدنا، الآية هدي وليست قانون لأن كل ما ورد في كتاب الله يسري عليه قول الله عز وجل (إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشّرُ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)، ولم يقل دستور أو قانون لأن كلمة دستور تعني أحادية الدلالة وكلمة قانون تعني الفصل والتحديد القاطع في الدلالة، فالدلالات متعددة إذن يصلح في زمني وزمن غيري وطبعي وطبع غيري، إذن القرآن الكريم عباءة تصلح للإنسانية إلى قيام الساعة مع تعددية الإنسانية”.

وواصل: “(تَدَايَنْتُمْ) يعني تعاملتم بالدين وأكيد تسلف غيرك أو تستلف من الآخرين، (بِالْعَدْلِ) هنا صفة إنسانية وتكون لأي إنسان بالتجربة، (يَبْخَسْ) يعني يتنقص، والسفيه يعني المبذر، الضعيف يعني الضعيف في عقله لا يعرف يأخذ قرار، (أن تضل أحدهما) يعني أن تنسى أو تتوه، تسأموا يعني تملوا”.

وأشار: “آية المداينات فيها عشرات الأحكام الفقهية، والدين في حد ذاته صدقة، وربنا بين فرض الإقراض في قول الله تعالى (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل (ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال: لأن السائل يسأل وعنده، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة)، إذن الأمر بكتابة (الدَيْنٍ) أو الإشهاد عليه بقول الله تعالى (فَاكْتُبُوهُ) كل هذه الأوامر قائمة على المصالح والمفاسد لا نقدر نقول عليها وجوب ولا فرض، اختلف فيها الفقهاء”.


الكلمات المتعلقة‎