تستمع الآن

«يا أيها الذين آمنوا»| الدكتور سعد الدين هلالي يوضح تفسير آية «لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى»

الخميس - ١٤ مارس ٢٠٢٤

تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، عبر برنامج «يا أيها الذين آمنوا»، على «نجوم إف إم»، اليوم الخميس، عن تفسير الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ).

وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «زادكم الله تشريفا واختصكم بنداء يا أيها الذين آمنوا 90 مرة في كتاب الله منهم مرة (أيها المؤمنون) وهو خطاب مفتوح ومعلن لعظمة الخطاب، ولأن الإيمان بالله لا يعزل المؤمن عن غيره حتى يختص بخطاب سري».

وأضاف: «نداء اليوم في قول الله سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)».

وتابع الدكتور سعد الدين هلالي: «الصدقة هنا تعني العطية، والصدقة تقربا إلى الله عز وجل مجانا دون مقابل، أما (الْمَنِّ) فهو الاعتداد أي تعد على غيرك وتذكره بما منحته، أما (الأَذَى) فهو التوبيخ والتقريع وتصغير من شأن الآخرين، و(رِئَاءَ النَّاسِ) هو الرياء، و(صَفْوَانٍ) هو الصخر الأملس ويقال أيضا على الجو الصافي الذي لا غيم فيه ولا كدر، و(وَابِلٌ) يعني مطر غزير و(صَلْدًا) يعني صلبا وأملس شديد النعومة، و(وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين) إن الكافر هو الجاحد الذي لا يؤمن وهو المنكر لما لا يعلم».

وواصل: «إذن المن والأذى فيه انتقاص من كرامة الإنسان، بخلاف الفقر والضعف لا ينتقص منه، وفي حديث أخرجه مسلم عن أبي ذر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المنان الذي لا يعطي شيئاً إلا مِنّة، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره)، وأفضل الصدقة أن تكون في الخفاء، عن أبي هريرة قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ)، متفقٌ عَلَيْهِ».

واستطرد: «الفقير لا يأخذ من الغني مباشرة ولكن من ربنا لأن يد الله هي الوسيط بين يد الغني ويد الفقير، وأيضا الغني يعطي لربنا قبل الفقير لأنه يأخذ أجره من ربنا، فلازم يعطي العطية لربنا، إذن ربنا من أجل كرامة الإنسان جعل نفسه وسيطا بين الغني وبين الفقر، ويقول في كتابه العزيز (وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ)، وفي قوله تعالى (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُوم ٌ  لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)».


الكلمات المتعلقة‎