تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، عبر برنامج «يا أيها الذين آمنوا»، على «نجوم إف إم»، اليوم الثلاثاء، عن تفسير الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «زادكم الله تشريفًا واختصكم بنداء يا أيها الذين آمنوا 90 مرة في كتاب الله، منهم مرة (أيها المؤمنون) وهو خطاب مفتوح ومعلن لعظمة الخطاب، ولأن الإيمان بالله لا يعزل المؤمن عن غيره حتى يختص بخطاب سري».
وقال الدكتور سعد الدين هلالي: «نداء اليوم في قول الله سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)».
وأضاف: «اسْتَجِيبُوا، بمعنى الإقبال عل دعوة، دَعَاكُمْ بمعنى طلبكم، لِمَا يُحْيِيكُمْ أي للذي يحمييكم، وبعض المفسرين قالوا يعني يحي دينكم، وآخرين قالوا يحي وجودكم أمنين أي ينقلكم لما هو أحسن، (يَحُولُ) يعني يفصل بين المرء وقلبه، وفيه حديث، كان رسول صلى الله عليه وسلم يقول (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك)».
وتابع: «أي دعوة إلهية لازم يترتب عليها حياتنا وحياة الناس وكرامتنا وكرامة الناس، وأي دعوة وفتوى يترتب عليها فساد وهلاك فأكيد وأنت واثق تقول إنها دعوة شيطانية لأن ربنا دعوته تحيينا ولا تهلكنا، إذن القاعدة عند كل مؤمن هي إن دعوات الخير والحياة والإصلاح دعوات ربانية، كما قال سبحانه (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، وأيضا ربنا قال لنا (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)».
وأوضح الدكتور سعد الدين هلالي: «(إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) هذه الآية تحذير، لمن جعل دين ربنا، دم وقتل وشتم وغيبة ونميمة، وهؤلاء ربنا حال بينهم وبين قلوبهم، هؤلاء أجساد بلا قلوب عطلوا عقولهم وقلوبهم، كما قال سبحانه (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، وعن أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: (نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ)».
وواصل: «الدين يرفع شأن صاحبه ويجعله محبوبا في المجتمع ويبث الخير وغير صانع للشر، إذن من يشوه الدين نقول له (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ)».
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار