تحدث يوسف الحسيني في حلقة اليوم من «نساء ملهمات» على «نجوم إف.إم» عن السيدة فاطمة الفهرية.
وقال إن فاطمة الفهرية هي سيدة عربية مسلمة تعود أصولها إلى ذرية عقبة بن نافع الفهري القرشي، وهي شخصية خالدة في ذاكرة مدينة فاس.
وأضاف أن فاطمة الفهرية أسست مع أختها مريم الفهرية أول جامعة في العالم في فاس في المغرب سنة 859 ميلاديا، ولُقبت بأم البنين لأنها كانت تحب الأطفال وتعتني بهم جدا.
وأوضح أن فاطمة الفهرية ورثت ثروة كبيرة جدا لكنها أنفقتها في بناء مسجد تحول بالتدريج لجامعة تدرس فيها كل العلوم الشرعية واللغوية والطب والفلسفة وعلوم أخرى، وتخرج منها علماء كبار بينهم المؤرخ والاجتماعي الكبير رائد علم الاجتماع ابن خلدون، وابن رشد العالم والطبيب والفيلسوف العظيم والطبيب ابن ميمون، وإدريس أشهر الجغرافيين العرب والمسلمين. ي
وعتقد أن ميلاد فاطمة الفهرية كان سنة 800 ميلاديا، وهاجرت من القيروان لفاس في المغرب مع والدها الفقيه القيرواني محمد بن عبد الله الفهري وأختها مريم في أيام الأمير يحيى بن محمد بن إدريس، وعاشت مع عائلتها في عدوة القرويين وتزوجت هناك وتوفي والدها، ومن هنا كان ميراثها الضخم، وبعد التفكير قررت أنها تستثمر الثروة في بناء مسجد يكون صدقة جارية لها، واختارت مسجد القرويين وعملت على إعادة بنائه وضاعفت مساحته من خلال شرائها للأرض المحيطة به وضمتها لأرض المسجد، وبدأت في صرف أموال ضخمة حتى اكتمل بناؤه في صورة رائعة وجميلة.
وانتهى البناء في أول رمضان سنة 245 هجريا. وقتها صلت فاطمة الفهرية صلاة الشكر لربنا سبحانه وتعالى الذي وفقها لبناء هذا الصرح العظيم، وأصبح مسجد القرويين جامعة بداية من سنة 877 ميلاديا، وهذا مذكور في موسوعة جينيس وهذا بفضل دروس العلم التي كانت تنتظم في حرم المسجد في وقت مبكر من التأسيس، وبدأ يسبق جامعات أوروبا بحوالي 200 سنة من الزمن. ولهذا صُنفت جامعة القرويين على إنها واحدة من أقدم الجامعات في العالم أيضا، وأنشأت فاطمة الفهرية واحدة من أقدم المكتبات في العالم في جامعة القرويين، وقد خضعت مؤخرا للترميم وأعيد فتحها للجمهور في مايو 2016، وهي تحتوي على أكثر من أربعة ألاف مخطوطة شديدة الندرة. توفيت فاطمة الفهرية سنة 266 هجريا ودفنت في مقبرة باب الفتوح في مدينة فاس المغربية.ش
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار