تستمع الآن

«نساء ملهمات»| فاطمة السمرقندي.. فقيهة وعالمة جريئة استشارها كبار الملوك والسلاطين

الثلاثاء - ١٩ مارس ٢٠٢٤

تحدث يوسف الحسيني في حلقة اليوم من «نساء ملهمات» على «نجوم إف.إم» عن السيدة فاطمة السمرقندي.

وقال إنها فاطمة بنت محمد السمرقندي، فقيهة مسلمة من القرن الـ12، وكانت تعتبر رائدة في تعليم النساء وتثقيفهم، إذ ولدت في تركستان في مدينة كازان، وكان والدها العلامة محمد بن أحمد السمرقندي، وهو واحد من أبرز الفقهاء الحنفية، وقد تعلمت الفقه على يد والدها، وحفظت تحفته الشهيرة «تحفة الفقهاء»، وكانت عالمة وجريئة في الحق حتى أمام الملوك والسلاطين الذين كانوا يستشيرونها في بعض أمورهم ومسائلهم، وحتى والدها كان لا تأتيه الفتوى إلا ويعرضها على ابنته ويسمع رأيها فيها، فكانت الفتوى تخرج وعليها توقيعين؛ توقيع الفقيه محمد السمرقندي وتوقيع ابنته فاطمة والتي بالمناسبة اشتهرت بخطها الجميل.

وقد نشأت فاطمة السمرقندي على فضائل الأخلاق وحب العلم، وكانت تجيد نقل المذاهب وتفتي في المسائل الشرعية، وخطبها من أبيها كثير من ملوك الروم والعرب من المسلمين، لكن والدها لم يستجب لأي واحد منهم وزوجها لواحد من تلامذته النجباء وهو علاء الدين الكازاني والملقب بملك العلماء، بعدما شرح كتاب شيخه «تحفة الفقهاء» في كتابه «بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع» وكان مهرها هو الكتاب الجديد، حتى قال الفقهاء عن الحاسد شرح تحفته وزوجه ابنته.

تنقلت مع زوجها في كثير من البلاد حتى استقروا بجوار الملك الأيوبي صلاح الدين والذي أكرمهم وكان يستشير فاطمة في أموره ومسائله، كما استشارها سلطان الأكراد نور الدين زنكي الذي كان يعرف جيدا قدر فاطمة ومكانتها، فكان يستفتيها في بعض المسائل وأمور الدولة الداخلية، وكانت فاطمة تحث زوجها على العودة لموطنه، ولما وافق عرف الملك نور الدين محمود فأرسل إليها مع امرأة يرجوها البقاء في حلب، فقبلت وأقامت في حلب حتى توفيت سنة 581 هجريا، ودفنت بمسجد إبراهيم الخليل في مدينة حلب.


الكلمات المتعلقة‎