تحدثت مريم أمين في ثاني حلقات برنامج «مع خالص حبي» على «نجوم إف إم» عن الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل وزوجته هدايت تيمور، حيث قرأت وصيته التي كتبها إلى زوجته عام 1997.
وأشارت مريم أمين إلى أن زواج محمد حسنين هيكل بزوجته هدايت تيمور استمر 61 عامًا، منوهة بأنه كتب وصيته خلال رحلة زوجته إلى لندن.
وقرأت مريم أمين وصية الكاتب الكبير الراحل إلى زوجته هدايت:
“عزيزتي هدايت.. صباح الخير أو مساء الخير يا عمري فأنتي حين تطالعين هذه السطور أكون أنا طالعًا على بداية هذا الجسر الواصل بين هذا العالم إلى ما وراءه.. كنت دائما ما أردد بيتا من الشعر عندما يرحل واحد من أحبابنا أو أصدقائنا ولست أذكر الآن ناظم هذا البيت من الشعر.. لكنك بالتأكيد ما زلتي تذكرين إيقاعي لأن ترديده لكي تكرر كثيرا خصوصا في السنوات الأخيرة”.
“هذا البيت من الشعر يقول.. عليك سلام الله إنك إن تكن.. عبرت إلى الأخرى فنحن على الجسر! والآن فقد جاء دوري للرحيل، طالعًا إلى الجسر.. ماشيًا عليه إلى هناك. أنت تعرفين حبي لك وإعجابي بك واحترامي وتعرفين أيضا أشواقي إليك قائمة مشدودة إليك باستمرار لكنني في هذه الحالة.. حالة النوم العميق لا أريد لأشواقي أن تناديكي وإنما تريدك أن تتأخري عني لأول مرة قدر ما تستطيعين وتسمح به المقادير لكنني أدعو الله أن تطول أشواقي إليك”.
“أريدك ان تعيشي حياتك بعدي وأن تسعدي فتلك إذا علمتي إضافة إلى عمري ولتكن حياتك آمنة راضية مطمئنة بمقدار ما أردت وعملت على أن تكون كذلك من غيري. أريدك سعيدة دائما. عزيزة دائما، غالية دائما، خذي وقت دائما ثم على مهلك تعالي بجانبي”.
“هدايت.. لقد عشت حياة اعتقد أنها كانت خصبة ويافعة ونشيطة ومتدافعة وفوارة تذكرني وأنا فخور بكل لحظة في حياتي بما في ذلك بل أول ذلك تلك اللحظات الصعبة التي مارست فيها حقي بالاختيار واستعدادي لتكاليفه وقبول مخاطره أنا راض بما أديت من دور في خدمة المهنة والوطن والأمة ثم أنني سعيد أن ظروف الحياة أتاحت أن أشارك وأن اعيش سنوات الإشراق في المشروع القومي العربي الذي قاده الصديق الحبيب إلى قلبي جمال عبد الناصر”.
“تلك فصول من قصة بدأت قبل أن تحضري، لكن مجيئك كان محطة فارقة في حياتي، ولقد عشناها معًا سنين طويلة، وتجربة عريضة تبحث عن الحق، والخير، والجمال في هذا الكون بطوله وعرضه.
إن الدنيا يا حبيبتي كانت كريمة معي، وقد أعطتني أكثر مما حلمت به، وربما أكثر مما أستحقه. وكان أكرم ما أعطته الدنيا أنتِ.
وعندما أذهب للنوم العميق الآن بعد حياة طويلة، فإن الزمن الذي عشته كان جميلًا بكل أحواله وأشكاله. وأشهد أمامك وأمام الكل أن الدنيا والزمن لم يتركا لي سببًا كي أنظر الآن ورائي في أسى، أو في ندم، أو في غضب.
رعاكِ الله يا حبيبتي، ورعى أبناءنا الثلاثة (علي وأحمد وحسن)، ورعى زوجاتهم، ورعى أبناءهم جميعًا.
رعاكِ الله يا حبيبتي ورعاهم.. سلمتِ وسلموا.. سعدتِ وسعدوا.. وسلام عليك وعليهم، وحمدًا لله كثيرًا، بلا حدود وبلا نهاية.
وأكدت مريم أمين أن الكاتب الكبير الراحل كتب وصيته عام 1997 وظلت في جواب مغلق لم يفتح إلى عام 2016 عند وفاته.
وتابعت مريم: “رحل هيكل وأعتقد أن الصدق والمحبة والإخلاص والعشرة التي كتبت كانت مكتوبة بمشاعر خالصة لزوجته”.
«مع خالص حبي» قراءة في خطاب يوميًا من الساعة 5.05 حتى 5.10 عصرا على نجوم إف إم.
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار
You must be logged in to post a comment.