من غينيا وعبر مالي ثم بوركينا فاسو وتوجو وبنين مرورًا بالنيجر وحتى تشاد، عبر الطالب الغيني مامادو باري غرب إفريقيا إلى وسطها على دراجته لتحقيق حلمه بالوصول إلى القاهرة والدراسة بالأزهر الشريف.
الطالب الغيني انتشرت قصته بعد لقاء مع صحفي تشادي، ساعده في الوصول للقاهرة، قبل أن يتواصل معه الفنان العالمي ويل سميث بعد أن ألهمته قصته وأحب أن يدعمه خلال دراسته في القاهرة.
وعن مشقة الرحلة وشغف الحلم وتجربة العيش في القاهرة ولقاء ويل سميث، يحكي مامادو باري في حوار خاص لموقع «نجوم إف إم»، وإلى نصّه..
كيف وجدت الفرق بين العيش في القاهرة وفي بلدك في غينيا؟
الاختلاف أنه في القاهرة الأشياء مختلفة هنا الأمر سهل، في بلدي أنا أعرف الناس لكن هنا الأمر سهل للمعيشة والحصول على حياة جيدة وحتى الآن كل يوم حبي لمصر يزيد كل يوم، وستأتي زوجتي وابنتي للعيش معي قريبًا.
وفي بلدي إذا قال أحدهم أنا ذاهب لمصر تعني لدينا فورًا: المعرفة، وأنا أريد أن أعود إلى بلدي بعد الدراسة للتدريس هناك، وأنا هنا ليس فقط لتعلم الأمور الدينية ولكن علوم كثيرة أيضًا وعلى رأسها هندسة الكهرباء، لأننا نحتاج في بلدي إلى أناس ينقلون المعرفة وهذا أمر مهم جدًا.
كيف خطرت لك فكرة الدراسة في الأزهر الشريف؟
بعدما أجريت امتحان الالتحاق بالجامعة في غينيا لخمس مرات ولم أنجح به، فكرت أنني حفظت القرآن فيمكنني أن أسافر للدراسة بالأزهر الشريف، وكنت كل سنة أعمل للحصول على المال لشراء التذكرة، لكن لم أنجح، لذا فكرت في الاعتماد على قوتي الجسدية والقيام برحلتي إلى القاهرة بدراجتي.
وفي غينيا نعرف الأزهر وله مقام كبير لدينا، إذا قال لك أحدهم أنه من الأزهر نحترمه على الفور، ومن علمني القرآن في غينيا درس بالأزهر وأخبرني عنه وأنا أعرف محمود خليل الحصري وعبد الباسط عبد الصمد منذ صغري.
ألم تشعر بالخوف على نفسك وعائلتك قبل التفكير في القيام برحلتك بمفردك على الدراجة؟
لم تعرف عائلتي أنني سأسافر بالدراجة، لأنهم إن عرفوا لم يكونوا ليوافقوا على السفر بالدراجة، وأنا لم أكن خائفًا من مخاطر الطريق لأننا معتادون على هذا، وعلى الحدود في بقية إفريقيا يمكننا العبور بجواز السفر لكن في وسط إفريقيا تحتاج لشراء فيزا وهذا ما حدث في تشاد عندما أجريت مقابلة مع صحفي وهنا بدأ الجميع بمساعدتي، فهناك رجل غيني رأى قصتي على الإنترنت واشترى لي تذكرة الطيران للقاهرة، كما ساعدني شخص صيني بالمال، وبعد اللقاء أيضًا وصل الأمر للأزهر ولهذا وفروا لي منحة الدراسة.
كنت مترددًا بعض الشيء قبل سرد قصتك على الصحفي التشادي.. لماذا؟
لم أكن أريد إخبار قصتي للصحفي التشادي لأنني كنت أقوم بهذه الرحلة من أجل الله ولسبب بيني وبينه ولم أكن أريد أن يكون هناك رياء فيها، لكنه أخبرني أن مشاركة قصتي ستساعدني وهذا ما حدث، ولا أندم عليها، ولو لم أقم بهذه المقابلة لم يكن لهذا كله أن يحدث.
رتّب الفنان العالمي ويل سميث لقاء خاص بك عبر الفيديو بعدما علم بقصتك، كما ساعدك ببعض الهدايا، كيف كان هذا اللقاء؟
لقد تفاجأت فلم يخبرني أحد أنني سأتحدث مع ويل سميث، وبعد اللقاء كنت سعيدًا جدًا وأصبحت مشهورًا في بلدي وتحدث إلى أشقائي وأخبروني بسعادتهم، وساعدتني هدايا ويل سميث لي من الدراجة وجهاز الكمبيوتر المحمول، لأنني حاليًا أدرس الإنجليزية ودروس عن هندسة الكهرباء عبر اللابتوب، وأنا أحاول بجهد تعلم اللغة العربية الفصحى لكي أتمكن من اللحاق بالدراسة بعد 6 شهور، لأنه شرط أساسي في الأزهر.
كيف وجدت تعامل الشعب المصري منذ أن وصلت القاهرة؟
لطفاء جدًا وهم سعداء بالعيش في بلدهم مصر، ولقد سألت أشخاص أعرفهم في غينيا عن كيفية العيش في مصر وماذا على أن أفعل، وأخبروني ببعض النصائح، وهنا الثقافة مختلفة بشكل كبير، بخصوص كل شيء: كيف تعيش وتأكل وتفعل الأشياء العادية في الحياة اليومية لكن أحاول أن أتكيف.
هل جربت الطعام المصري؟
نعم نأكل الفول والعدس في مدينة البعوث، لكن لم أجرب بعد المطاعم الشعبية في القاهرة، فزوجتي وابنتي ستأتيان قريبًا ربما في رمضان وعندها يمكننا زيارة أماكن مختلفة في القاهرة.
لماذا فكرت تحديدًا في دراسة هندسة الكهرباء؟
أحب هندسة الكهرباء لأنني كنت مهتم بها من قبل، لكن أنا أريد عندما أدرس شيء ما أنا أدرسه بشكل احترافي، وعندما أعود إلى غينيا سأكون شخص جديد وسأعلم الناس لمساعدة بلدي، لأنني أرى تقدم مصر عن بلدي، ففي مصر إذا أردت الحصول على المعرفة ستجدها لأن هنا توجد معرفة، وعندما أعود إلى بلدي غينيا سأعمل بهندسة الكهرباء للحصول على المال، وإلى جانب هذا سأقوم بتدريس المعرفة التي حصلت عليها بشكل مجاني لمساعدة المجتمع، فالأزهر يعلمني بشكل مجاني، فإذا حصلت على شيء بشكل مجاني فالمفترض أن أقدمه مجانًا أيضًا.
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار
You must be logged in to post a comment.