نشر الفنان كريم عبد العزيز بعض الصور من دوره الجديد بمسلسله الرمضاني «الحشاشين» الذي يقدم من خلاله شخصية حسن الصبّاح.
ومن خلال هذا التقرير نلقي الضوء على تلك الشخصية التاريخية المثيرة للجدل، من خلال كتاب عباس محمود العقاد «فاطمة الزهراء والفاطميون».
وقال عباس العقاد في كتابه «وقد تحدث المؤرخون والسياح عن أسرار تلك القلعة العجيبة التي تزجى الأحاديث عنها بين الناس فيصدقونها؛ لأنهم يحبون الاستماع إلى العجب والتحدث بالعجب، ويصعب عليهم بعد العثور على حديث عجيب أن يفرطوا فيه كما يصعب عليهم التفريط في كل قنية عجيبة أو كل تحفة نادرة.

من هذه الأعاجيب أن الحسن بن الصباح عرف سر الحشيش من أستاذه الطبيب ابن عطاش فسخره في نشر دعوته، وأنه توسل به لإقناع أتباعه برؤية الجنة عيانًا؛ لأنه كان يدير عليهم دواخين الحشيش ثم يدخلهم إلى حديقة عمرت بمجالس الطرب التي يتغنى فيها القيان، وتتلاعب فيها الراقصات، ثم يخرجهم منها وهم في غيبوبة الخدر ويوقع في وهمهم ساعة يستيقظون أنه قد نقلهم إلى جنة الفردوس وأنه قادر على مرجعهم إليها حين يشاء، وأنهم إذا ماتوا في طاعته ذاهبون بشهادة أعينهم إلى السماء».
وتابع: «إن هذا الإقناع أو هذا “الإيمان العياني” يفسر طاعة أتباعه الذين كان يأمرهم بالهجوم على أعوانه من الوزراء والأمراء بين حاشيتهم وأجنادهم، فيهجمون عليهم ويغتالونهم غير وجلين ولا نادمين، وإن كلمة Assasin التي أطلقت في الغرب على قتلة الملوك والعظماء ترجع إلى كلمة الحشاشين أو الحسنيين نسبة إلى الحسن بن الصباح، وقالوا: إن الفتى من أتباع شيخ الجبل كان يبلغ من طاعته لمولاه أن يشير إليه الشيخ بإلقاء نفسه من حالق فيلقي بنفسه ولا يتردد، وإن أحدهم كان يقيم بين جند الأمير المقصود بالنقمة ويتكلم لغتهم حتى لا يميزوه منهم، وأنه يفعل فعلته ويتعمد أن يفعلها جهرة ولا يجتهد في الهرب من مكانها، وإن أمهات هؤلاء الفدائيين كن يزغردن إذا سمعن خبر الفداء ويبكين إذا عاد الأبناء إليهن ولم يفلحوا في اغتيال أولئك الأعداء».

كما قال: «استولى الحسن على قلعة «آلموت» في سنة ٤٨٣ هجرية ومات في سنة ٥١٨ هجرية، فظل مالكًا لتلك القلعة باسطًا نفوذه على ما حولها خمسًا وثلاثين سنة، لعله كان خلالها أقوى رجل في الديار الإسلامية من مراكش إلى تخوم الصين.
وولى عهده، وتسمَّى بالمهدي وانتحل البنوة الروحية للانتساب إلى الإمام، واستعان بتعدد المراجع في المذهب، فانفتحت أمام الحسن أبواب الدعوة لنفسه باسم “نزار”.
ومات “المستنصر” الخليفة الفاطمي سنة ٤٨٧ للهجرة، فساعد ذلك الإسماعيلي على انتحال المرجع الذي يروقه أن يدعيه، فهو حجة ومهدي وإمام كما يشاء».
صور من حساب كريم عبد العزيز الرسمي على إنستجرام
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار
You must be logged in to post a comment.