تستمع الآن

الباحثة مي محمد المرسي لـ«لدي أقوال أخرى»: الكنيسة الإنجيلية هي التي بدأت فكرة المسرح الكنسي في مصر

الأربعاء - ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٣

تحدثت الباحثة في الدراسات الأدبية مي محمد المرسي، عن كواليس الحصول على ماجستير في “المسرح الكنسي بمصر” من كلية دار العلوم، مشيرة إلى أنها قررت الالتحاق بـ”دار العلوم” لأنها منبر ثقافة وتنوير.

وقالت مي محمد المرسي خلال حلولها ضيفة عبر برنامج “لدي أقوال أخرى” مع إبراهيم عيسى، على “نجوم إف إم”، إن كلية “دار العلوم” منبر ثقافة وتنوير، حيث أن الباحث في تلك الكلية يتمكن من علوم اللغة العربية ودراسة التاريخ وعلوم النقد ويُشكل حالة ثقافية وفكرية لمن هو مُهتم وجاد بالدراسة.

وشددت على أن الدراسة بكلية “دار علوم” تعد دراسة شاملة ويمكن أن تُشكل فكرًا وحالة جادة وعميقة، منوهةُ بأنها التحقت بالكلية عام 2017.

وتابعت: “أساتذة كلية دار علوم هم مفكرين وبالتالي يؤثرون على الطالب، وأستاذي الأول منذ الصف الأول الجامعي هو الدكتور أحمد بلبولة، والذي استطاع نقل الحالة الفكرية التي من المفترض أن يكون عليها الطالب الجامعي وشكل حالة إبداعية لي، ثم الدكتور أبو اليزيد الشرقاوي الذي استطاع أيضًا تكوين حالة إبداعية”.

وأشارت إلى أنها حصلت على صدمة في المحطة الجامعية الأولى لها، وهي أن كل شيء تحت النقد في التاريخ الإنساني، حيث بدأت تنطلق في الفكر والكتابة الصحفية.

المسرح الكنسي

كما تطرقت مي محمد المرسي إلى رسالة الماجستير في “المسرح الكنسي المعاصر”، موضحة أنه كان يوجد الكثير من الأفكار المطروحة إلا أن المشرف على الرسالة الدكتور أحمد بلبولة أكد لها أن هذا الموضوع سيكون له أثرًا على الأجيال القادمة، وسعى أن تتبلور الفكرة وأن تقدم للكلية وتم الموافقة عليها، قائلا: “كان الأمر بمثابة مجازفة”.

وأوضحت أن كلية دار العلوم هي كلية مختصة بالعلوم الإسلامية، مضيفة: “فكرة أن طالبًا يكون مهتمًا باللغة العربية ويدرس فكرا مسيحيا شيء مرهق، حيث إن الكلية وضعت مشرفًا مشاركًا وهو بيشوي حلمي راعي كنيسة الأنبا أنطونيوس”.

ولفتت إلى أن تحضير رسالة الماجستير استغرق عام ونصف من التحضير والكتابة، منوهة إلى أن المسرح هو أبو الفنون، وهو الشيء الوحيد الذي جعلته الكنيسة منبرًا للدعوة حيث كان عمودًا من أعمدة فن الكنيسة المصرية.

وقالت مي محمد المرسي إن المسرح الكنسي موجودًا في مصر منذ تاريخ وجود الإرساليات الأجنبية، إلا أن هناك مخطوط يوضح أن الكنيسة القبطية كان بها مسرح متكامل بالقرن الرابع الميلادي لكن الأمر يحتاج بحثًا ضخمًا.

وتابعت: “في الواقع الكنيسة الإنجيلية هي التي بدأت فكرة المسرح الكنسي في مصر”.

وأضافت: “قبل وجود الحاكم محمد علي، الكنيسة الكاثوليكية بدأ معها فكرة المسرح في مصر، ومن خلال الحملة الفرنسية كان يوجد مسرحًا للجنود وهو (الجمهورية)، وكان يقام عليه مسرحيات دينية ثم تم هده وتم الدخول في تنافس آخر”.

وشددت مي على أن مسرح العصور الوسطى هو مسرح ديني في الأساس، حيث إن الكتاب الإنجليز والفرنسيين متأثرين بالمسرح الديني.

وأضافت: ما بعد نابليون بونابرت ظهر تنافس بين فرنسا وإنجلترا لكن إنجلترا تفوقت لأنها شيدت 37 مدرسة بدأ معها المسرح الديني المقدم للأطفال من خلال موضوعات واحدة معالجة بشكل مختلف كما كان هناك فرق تجوب الشوارع.

الجهد البحثي في رسالة الماجستير

كما تطرقت الباحثة مي محمد المرسي إلى جهود البحث في رسالتها، مشيرة إلى انها أجرت 14 مقابلة مع عدد من الفنانين وكتاب ورجال دين لخدمة الفكرة، بالإضافة إلى السفر لعدة محافظات من أهمها محافظة الإسكندرية لمقابلة يوسف منصور وهو “لاهوتي” وقائم على الكنيسة الإنجيلية في مصر، والذي تحدث عن فكرة المسرح في مصر.

ونوهت إلى أنها اطلعت على بعض النصوص وأجرت لقاءات مع ممثلين شباب وكتاب مسيحيين، قائلة: “المسرح في الكنيسة (خدمة أو تطوعي) لخدمة الدين والكنيسة دون مقابل لكن بمنظور فني متكامل ولا تفرقة بينه وبين المسرح العادي”.

وأكدت الباحثة مي محمد المرسي أن الدائرة والبيئة المحيطة بها كانت بيئة داعمة لها في كل القرارات منذ بداية فكرة البحث وخلال العمل عليه.

وأشارت إلى أن الصعيد هو أكثر مكان يظهر به مسرحيات كنسية وتحديدًا أسيوط، وهناك في الأقاليم في المنصورة وطنطا، وكل تلك الفرق تلتقي في مهرجان الكرازة في القاهرة.

ونفت عن المسرح الكنسي اتهامه بالمباشرة وأنه مسرح وعظي، وقالت إن المسرح الكنسي ليس مسرحا مباشرا ولكن به معالجات ودراما، وبه الجرأة لتجسيد الشخصيات الدينية على المسرح، وهذا مُفتقد في كل ألوان الدراما والعروض الأخرى، وهناك مسرحيات تناولناها بالبحث والتحليل والنقد داخل الرسالة، مؤكدة أن المسرح الكنسي يقدم أفكاره برمزية ولا توجد به المباشرة التي قد يراها البعض.

كما أشارت إلى أن هناك فرق إنشاد ديني وتواشيح تقدم أعمالها في المسرح الكنسي، ولا يظهر الفارق بين المسلم والمسيحي، لأن الإبداع لا يبحث عن دين.


الكلمات المتعلقة‎