ناقش الروائي أحمد مراد في حلقة الثلاثاء 26 سبتمبر، من برنامج “التوليفة” على “نجوم إف إم”، عن حقيقة وأصل مقولة “العقل السليم في الجسم السليم”، حيث طرح عدة نماذج ناجحة وتركت أثرا حول العالم رغم معاناتهم من الإعاقة.
وقال أحمد مراد إن هناك مليار شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة حول العالم، منوًها بأن هناك إعاقة ضخمة وأخرى بسيطة، مشيرًا إلى أن معنى “الإعاقة” يعني أن هناك شيء ما يعوقني.
وأضاف مراد أن 15% من سكان الأرض يعانوا من إعاقات مختلفة، بينما 80% من هذه الإعاقات توجد في البلدان النامية لأن تلك البلدان بها رعاية صحية أقل وانتشار كبير لعدد من الأمراض.
وتحدث أحمد مراد عميد الأدب العربي طه حسين، منوهًا بأنه ولد في 24 نوفمبر 1889، وولد في قرية بسيطة تدعى “الكيلو” بمدينة مغاغة، حيث أصيب بعمر 4 سنوات بالرمد ثم فقد بصره نتيجة ثقافات شعبية خاطئة.
وأوضح أن طه حسين كان يمتلك بصيرة كبيرة، حيث كان من الأوائل الذين قدموا للالتحاق بالجامعة المصرية عام 1908، حيث درس العلوم المصرية واللغات الشرقية والتاريخ والجغرافيا.
وأشار إلى أنه عام 1914 أرسل في بعثة إلى باريس ودرس علم النفس والتاريخ الحديث، ثم عاد عام 1919 وعين أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني بالجامعة المصرية.
وأكد أنه أصدر روايته الأولى “الأيام” والتي بها سيرته الكاملة ثم “دعاء الكروان”، وتوفي عام 1973، منوهًا بأنه أصدر عددًا من الكتب الإسلامية والكتب في الشعر الجاهلي، مشددا على أنه كان يدعو لنهضة أدبية كبيرة.

وتطرق إلى الموسيقار العالمي لودفيج فان بيتهوفن، منوهًا بأنه كان يعاني من فقدان حاسة السمع وهو الأمر الذي أثر عليه بشكل كبير، موضحا: “فقدان السمع لم يكن الشيء الوحيد الصعب الذي كان لديه”.
ولفت مراد إلى أنه كان يتابعه 14 طبيبا، مؤكدا أن إحدى الإعلاميات أجرت تقريرًا عن جراح بارز قررت تشريح جثته وتم تسجيل التشريح، حيث وجد إنه كان مصابًا في البنكرياس بشكل كبير ولديه استسقاء والكبد متدمر حيث سميت الحالة بـ”تشمع الكبد”.
وتابع: “كان يذهب لجراح بسبب تدمر الرئة الخاصة به، كما كان يصاب بمشاكل في المعدة وأصيب بأمراض دودية وأصيب بفشل كلوي وصداع مستمر، وكان لديه متلازمة من الاضطراب النفسي وهي (ثنائي القطب) وفرط الحركة، كما قيل إن لديه وسواس قهري بمعنى أنه إنسان مصاب بأمراض عقلية وجسدية مرعبة بجانب مشاكل الأمعاء”.

في السياق ذاته، تحدث أحمد مراد عن الأديبة والمحاضرة هيلين كيلر حيث ولد في ولاية ألاباما الأمريكية وولدت بإعاقة شديدة وهي فقدان السمع والبصر.
وأوضح أنها بعمر 19 شهرًا أصيبت بالحمى القرمزية التي أدت لفقدانها السمع والبصر، حيث تم فحصها من خلال جراهام بيل الذي أخبر والدها أن حواسها بها مشكلة.
وأضاف أن إحدى المعلمات التي كانت تبلغ 20 عامًا وكانت تدرس في معهد للمكفوفين ولديها دراسة قوية بالحالة عاشت معها وتمكنت من تعليمها في أول يوم فقط 30 كلمة.
وأكمل مراد: “في غضون أشهر بسيطة تعلمت الشعور بالأشياء وربط الكلمات ببعضها البعض وبدأت تقرأ الجمل المكنوبة وتعبر عنها ثم انتقلت للكتابة على الورق”.
وقال إن هيلين كيلر بدأت تتعلم لغة برايل ثم التحقت بمدرسة للصم في نيويورك وتخرجت بامتياز، كما أنها درست اللغات الإنجليزية والفرنسية واليونانية واللاتينية، كما تمكنت من تطوير الكثير من المهارات لديها.
وأكد أنها بدأت في إلقاء محاضرات وسافرت حول العالم وأصبحت ناشطة في حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، كما ألفت الكثير من الكتب بطريقة برايل وقدمت كتبا مثل قصة حياتي، النور في ظلامي، الباب المفتوح.

– مصدر الصورة الرئيسية من المشاع الإبداعي
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار
You must be logged in to post a comment.