قال الروائي أحمد مراد إن الأجانب الذين عاشوا في مصر خلال عهود العشرينات والثلاثينات حتى فترة التأميم كانوا يساهموا في الصناعة المصرية بشكل قوي.
وأضاف أحمد مراد خلال برنامج “التوليفة” على “نجوم إف إم”، أن كلمة “خواجة” كانت تطلق على السيد النبيل أو المثقف، حيث سرد عدة أسماء أجنبية ساهمت بقوة في الصناعات المصرية من بينهم هنري نوس وداليدا.
وأشار مراد إلى أن جاكومو جروبي هو اسم أسطوري بالنسبة لعدد كبير من المصريين، مشيرا إلى أنه في البداية عام 1863 تعلم صناعة الحلويات في مرسيليا ثم اتجه إلى القاهرة، موضحا أنه في عام 1890 اشترى محلا في شارع رودي فرانس ثم توسع نشاطه وبدأ منتجه يزداد رواجًا حيث كان لطبقة معينة.
وأوضح أنه في عام 1906 حدثت مشكلة كبيرة له اضطر لإغلاق محله الشهير قبل أن يعود مرة أخرى إلى القاهرة في بدايات القرن وحاز على نجاح كبير حتى اندلعت الحرب العالمية الأولى وترك مصر ثم غادر.
وأكمل: “عندما سافر ترك نجله الذي استثمر نجاح والده وساهم في زيادة النجاح وأعطى مجهودا كبيرا في الأمر وتحول جروبي لمكان كبير، حيث اشترى مزارع للبن والمواشي ومزرعة تفي احتياجاته من باقي الأصناف حتى أصبح جروبي من أكبر الأماكن في مصر لكن المالك توفى وابن الاخت تولى الأمر وقرر افتتاح سلسة الأمريكين لخدمة الموظفين ووصل الأمر لألفي عامل لكن عوامل الزمن أثرت على هذا النجاح”.
كما تطرق إلى هنري نوس الذي شغل منصب رئيس البنك البلجيكي الدولي في مصر، مشيرا إلى أن والده كان موظفًا بسيطًا في وزارة المالية وأسرته كانت متوسطة الحال، إلا أن الابن قرر دراسة تفاصيل صناعة السكر واستخداماته عندما انتقل لمصر.
وأشار إلى أن بدأ يستخدم السكر بشكل قوي نظرا لأن مصر كانت مصر أكبر دولة تصنع سكر، حيث استغل منطقة نجع حمادي لإخراج السكر واعتمد على وضع السكر على القهوة في وقت لم يعرف المصريون ذلك، ثم أصبح مديرًا لإحدى شركات السكر وتعاقد مع إحدى مزارع كوم أمبو واعتمد على قصب السكر لصناعة السكر، وأصبح من أهم أقطاب الصناعة بمصر، كما أصبح من أهم الأشخاص الذي تعاون معهم الملك فؤاد.
وأكد: “في العشرينيات أصبح هنري مدير شركة وادي كوم أمبو ثم شغل منصب رئيس البنك البلجيكي الدولي في مصر، لكنه توفي بشكل مفاجئ”.
فيما تطرق مراد إلى جاستو ماسبيرو الذي ولد عام 1846 في باريس من عائلة إيطالية، حيث درس التاريخ في عمر 14 سنة وكان مهتمًا بالدراسات الهيلوغريفية والمصريات.
وأوضح أنه عندما سافر لمصر تعاون مع شخص يدعى “ماريات” وهو من أنشأ المتاحف القديمة وله فضل في منطقة متحف بولاق، مشيرا إلى أنه ماريات أعجب بماسبيرو وجعله يتعاون معه وعندما توفى تم إسناد مهام الراحل إلى جاستو لبدء نفس المهام.
وقال مراد إنه التحق بمدرسة الأساتذة العليا ثم بدأ يتردد اسمه في الأوساط العلمية وأثار إعجاب الكثيرين، كما أنه عمل على وضع رسوم لزيارة الأماكن الأثرية ثم عاد لباريس مع الحرب العالمية الأولى وتوفى هناك.
كما تحدث أحمد مراد عن يولاندا كريستينا “داليدا”، موضحا أنها ولدت في منطقة شبرا لأسرة من إيطالية حيث هاجر أجدادها لمصر للاستقرار فيها.
وأوضحت أنها تعلمت العزف وكانت ترغب في أن تكون ممثلة شهيرة، إلا أن والدها كان حاد الطباع ودخل السجن في إيطاليا ومصر، وكان رافضا لطموحاتها الفنية”.
وأكد أن يولاندا فازت بلقب ملكة جمال مصر عام 1951، ثم تمردت على أهلها وقررت السفر من أجل البحث عن فرصة التمثيل، مضيفا: “في تلك الفترة كان يتم تصوير فيلم في مصر وصناع العمل شاهدوها بالصدفة وقرروا الاستعانة بها وقابلت حينها الفنان عمر الشريف في بداياته الفنية وحدثت صداقة بينهما لكن لم يتطور الأمر لقصة حب”.
وأكد أنها سافرت إلى باريس للعمل، حيث نصحها أحد الفنانين أن صوتها قوي ويصلح للغناء وعرض عليها تعليمها أسس الغناء، حيث بدأ في تدريبها.
وقال: “ذات يوم كانت تغني داليدا على المسرح وظهر شخص يدعى برونو كوكاتريس وهو صاحب أكبر مسرح في فرنسا لاكتشاف المواهب (أوليمبيا)، حيث استمع لها وكتب اسمها وقالت له أن اسم الشهرة داليدا”.
وأشار إلى أن حياتها كانت صعبة وتزوجت وانفصلت بعد أشهر وحاول طليقها الانتحار لرفضها العودة له، ثم ارتبطت بقصة حب عنيفة برسام لكنه انتحر عام 1961، وفي عام 1967 ارتبطت بمغني إيطالي مغني لكنه انتحر أيضا ثم حاولت الانتحار لكنها فشلت.
وأضاف: “أحبت شابا آخر لكنه انتحر وكان يصغرها بـ12 عامًا، كما عاشت قصة حب اخرى مع فنان آخر لكنه انتحر”.
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار
You must be logged in to post a comment.