تستمع الآن

«سماحة الدين»| الدكتور سعد الدين هلالي يوضح «بيان القصر في السفر المريح أو بغرض المعصية»

الخميس - ٢٠ أبريل ٢٠٢٣

تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، في حلقة، اليوم الأربعاء، من برنامج «سماحة الدين»، على «نجوم إف إم»، عن «بيان القصر في السفر المريح أو بغرض المعصية».

وقال الدكتور سعد الدين هلالي: “نتحدث عن مسألتين متعلقتين برخصة قصر الصلاة للمسافر، الأولى هل يشترط في وسيلة المواصلات اللي هيسافر بها المسافر ويترخص بسببها في قصر الصلاة الرباعية إلى ثنائية أن تكون مرهقة؟ أم ممكن تكون مريحة ويقصر الصلاة من أجل السفر لا من أجل وسيلة المواصلات”.

وأضاف: “المسألة الأخرى هل لو كان غرض المسافر غير شريف في سفره مثلا ذاهب لقطع الرحم لبعض أقاربه أو يرتكب أمر خطأ فيقول من حقي أقصر الصلاة في السفر، فهل هذا من حقه رغم نيته غير الطيبة في سفره وهو سفر معصية، أم كفقهاء نقول لا يصح إنه ينال رخصة ورحمة ربنا ونيته معصية الخالق”.

وتابع: “نبدأ ببيان المسألة الأولى فيها مذهبان، المذهب الأول لجمهور الفقهاء يقول لا عبرة بوسيلة المواصلات لا شاقة ولا مريحة، قصر الصلاة غير متعلق بوسيلة المواصلات ولكنه متعلق بالسفر ومسافته وما يطلق الناس عليه سفرا، قالوا لأن الأدلة التي وردت في هذه المسألة بينت هذا الحكم دون تحديد لوسيلة المواصلات، وقال الله عزل وجل (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا)، وربنا لم يقل لنا وإذا ضربتم في الأرض بالدواب مثلا، وأيام سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام لما كان يسافر في العمرة ويأخذ إحدى زوجاته معه، كانت الزوجة المرأة تركب الهودج، وهو عبارة عن حجرة يتم بنائها فوق الجمل، بخلاف من يركب فرسا أو دابة يقودها بنفسه، كل هؤلاء كان من حقهم يقصروا الصلاة، إذا لا يوجد دليل على إن وسيلة المواصلات يجب أن تكون شاقة، العبرة بالسفر مسافة السفر”.

وأردف: “بعض الفقهاء من المذهب الحنفي، قالوا العبرة بمشقة السفر 3 أيام ولازم يرى المشقة اللي هي الدواب، إذن العبرة بوسيلة المواصلات التي تأخذ هذه المدة، فإن قطعها في ساعة واحدة فلا يصلح أن يقصر الصلاة، ولا بد من احترام كل هذه الآراء”.

واستطرد الدكتور سعد الدين هلالي: “المسألة الثانية، هي السفر الطاعة بدايته المباح وأعلاه الواجب، شخص مسافر لكي يحج أو يصل الرحم أو يتكسب أو آخر يريد التنزه مع أهل بيته وهو سفر مباح ومستحب، وهذا بخلاف سفر المعصية شخص ناوي يسرق أو يقتل أو يقطع رحمه، فكيف تسافر من أجل عمل مشكلة وجاي تقول لي أنا من حقي أقصر الصلاة؟.. إجابة هذا السؤال مذهبان للفقهاء”.

وأوضح: “المذهب الأول جمهور الفقهاء يقولون يشترط في السفر الذي يشرع فيه المسافر أن يقصر الصلاة أن يكون سفر طاعة أو على الأقل سفر مباح وليس سفرا للمعصية، لأن رخص الدين ورخص الشرع لا تناسب العاصي بسفره فلا تتحصل رخص الله عزل وجل بمعصيته وإلا كان إعانة على الإثم والعدوان”.

وأشار: “المذهب الآخر هو الحنفية والظاهرية وقال به بعض المالكية إن مشروعية قصر الصلاة متعلقة بالسفر دون قيدا لنوع هذا السفر سواء معصية أو طاعة، وعليه فإن المسافر يشرع له قصر الصلاة وإن كان سفره معصية فهو يأثم في سفره لكن هو من حقه أن يقصر الصلاة أو يفطر في رمضان، وقالوا إن الله عز وجل يرزق جميع خلقه المؤمن بالله وغير المؤمن بالله، إذا ربنا أكرم على خلقه فلا نقول هذا لا يستاهل، فمعصيته سيأخذ ذنبها”.

ويقدم الدكتور سعد الدين هلالي برنامج “سماحة الدين” يوميًا من الساعة 5.45 لـ5.55 عصرًا.


الكلمات المتعلقة‎