تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، في حلقة، اليوم الخميس، من برنامج «سماحة الدين»، على «نجوم إف إم»، عن «بيان الرخص في تحديد فجر الصيام».
وقال الدكتور سعد الدين هلالي: “حلقة اليوم عن بيان الرخص في تحديد فجر الصيام، ربنا أمرنا في تحديد بداية وقت الصيام حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود للفجر، والمسألة سامعين لها على أنها محسومة ولكنها ليست هكذا”.
وأضاف: “في حديث أخرجه البخاري عن علي بن حاتم يقول إنه ذهب لسيدنا النبي صلى الله عليم وسلم (قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ: ما الخَيْطُ الأبْيَضُ، مِنَ الخَيْطِ الأسْوَدِ أهُما الخَيْطَانِ، قَالَ: إنَّكَ لَعَرِيضُ القَفَا، إنْ أبْصَرْتَ الخَيْطَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: لا بَلْ هو سَوَادُ اللَّيْلِ، وبَيَاضُ النَّهَارِ)، ولكي نفهم هذا الحديث فيه رواية أخرى توضحه أكثر وفيه مسلم يقول عن علي بن حاتم (لَمَّا نَزَلَتْ: {حتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ) قالَ له عَدِيُّ بنُ حَاتِمٍ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي أَجْعَلُ تَحْتَ وِسَادَتي عِقالَيْنِ: عِقَالًا أَبْيَضَ وَعِقَالًا أَسْوَدَ، أَعْرِفُ اللَّيْلَ مِنَ النَّهَارِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إنَّ وِسَادَتَكَ لَعَرِيضٌ، إنَّما هو سَوَادُ اللَّيْلِ، وَبَيَاضُ النَّهَارِ)”.
وتابع: “إذن تحديد فجر الصيام أمر في منتهى الخطورة، لو مثلا الفجر يؤذن الساعة الخامسة والشروق 6:30 إذن الخيط الأبيض مدته ساعة ونصف الساعة، لذلك الفقهاء اختلفوا هل المراد بداية الخيط؟ ولا آخر الخيط الأبيض اللي هو قبل طلوع الشمس والذي نطلق عليه الفجر الأحمر”.
وأكمل: “هناك رأيين، جمهور الفقهاء يقولون إن المقصود بالفجر الأبيض بعد السواد يعني أول ما الفجر يؤذن، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ بِلالاً يُؤَذِّن بِلَيلٍ، فَكُلُوا واشرَبُوا حتَّى تَسمَعُوا أَذَان ابنِ أُمِّ مَكتُوم)”.
وأردف: “هناك رأي آخر قال به حذيفة بن اليماني، وأبو موسى الأشعري، وقالوا المراد الفجر الأحمر وليس الفجر الأبيض اللي هو أول ظهوره، ودليلهم الفطر وإنك بتفطر على غروب الشمس، ودليل آخر واضح أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن حذيفة بن اليمان، وهو شخص ملقب بأمين سر رسول الله، (تسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو شاء أقول هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع)، حديث آخر عن حذيفة (تسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الرجل يبصر موقع نبله هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع)، وحديث آخر، قال صلى الله عليه وسلم (كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَعْتَرِضَ لَكُمْ الْأَحْمَرُ)، وكلها أدلة لا يمكن تجاهلها وعلينا أن نعرفها”.
وأشار: “فيه سؤال آخر (لو أنا فمي فيه أكل أو شربة مياه ساعة أذان الفجر، هل تبتلعها أم تخرجها)، المذهب الشافعي يقولون أخرجها، ولو سالت الحنابلة يقولون ابتلعها، واستندوا لحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ)”.
واستطرد: “آخر مسألة هي الأكل والشرب ناسيا في صيام رمضان، وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال (من نسِي وهو صائمٌ فأكل وشرب فليتمَّ صومَه، فإنَّما أطعمه اللهُ وسقاه)، المذهب المالي يقولون هذا الحديث ورد في صيام النافلة وليس الفريضة، ولكن صيام الفريضة أو الكفارة لا بد أن تصوم بجد ولو أكلت أو شربت ناسيا رفع عنك الإثم ولكن عليك أن تقضي، ولكن جمهور الفقهاء قالوا إن صيامك صحيح لأن الحديث لم يفرق ما بين صيام الفريضة والنافلة”.
ويقدم الدكتور سعد الدين هلالي برنامج “سماحة الدين” يوميًا من الساعة 5.45 لـ5.55 عصرًا.
مواضيع ممكن تعجبك
أحدث الأخبار