تستمع الآن

«سماحة الدين»| الدكتور سعد الدين هلالي يوضح «بيان بداية قصر الصلاة وانتهائها»

الخميس - ٢٠ أبريل ٢٠٢٣

تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، في حلقة، اليوم الخميس، من برنامج «سماحة الدين»، على «نجوم إف إم»، عن «بداية قصر الصلاة وانتهائها».

وقال الدكتور سعد الدين هلالي: “البداية بالإجماع الفقهي والعقلي بد شد الرحال للسفر بالعزم والنية التي ينطلق بها مسافرا، ولكن اختلف الفقهاء بعد هذه العبارة المرسلة، وتساءلوا لو خرج المسافر من بيته قاصد السفر هل يحق له قصر الصلاة الرباعية لو كان لا يزال داخل بلدته أو مدينته التي يقطن فيها، أم يشترك لبدء رخصة قصر الصلاة يغادر الحي السكني الخاص به، أم يشترط لبدء رخصة القصر أن يقطع مسافة ميل على الأقل من بعد أخر عمران للمدينة أو القرية التي يقطن بها”.

وأضاف: “هناك 3 مذاهب فقهية ولكل منهم منطقه بالدليل، المذهب الأول لجمهور الفقهاء يقول يشترط مغادرة عمران القرية أو المدينة التي يقطن فيها لحديث البخاري ومسلم عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصر فيه سفره إلا بعد الخروج من المدينة المنورة، وحديث آخر عَنْ أَنَسٍ قَالَ: (صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ)”.

وتابع: “مذهب آخر يقول لا يمكن قصر الصلاة طول ما أنت في القاهرة ولكن لما تغادر آخر بيت في القاهرة الكبرى، وهنا من حقك لو أخذت استراحة تنزل وتقصر الصلاة، ومذهب الظاهرية قالوا يشترط لمشروعية قصر الصلاة للمسافر إنه يغادر عمران القرية أو المدينة التي يقطن فيها كما يشترط أن يقطع مسافة ميل على الأقل، بعد انتهاء عمران القرية أو المدينة التي يسكن فيها فإن أراد الصلاة الرباعية قبل أن يقطع مسافة الميل بعد انتهاء العمران فعليه أن يصليها 4 ركعات وليس من حقه إنه يصليها ركعتين، ودليل الظاهرية على مسافة الميل هو تعريف أهل اللغة للسفر هو البروز عن محل الإقامة، بمعنى البعد عن القرية التي يسكن فيها تجعله غريبا وليس من أهل قريته أو مدينته”.

وأردف: “المذهب الثالث حكاه ابن المنذر عن بعض التابعين من أصحاب ابن مسعود، قالوا يبدأ قصر الصلاة بمجرد قصده للسفر لو من داره أو مسجده المعتاد أن يصلي فيه لأنه أصبح مغادرا أو فيه حكم غريب المسافر أو على ذمة السفر، ثانيا أليس اختلاف الفقهاء في المسألة رحمة بنا جميعا”.

نهاية شرعية قصر الصلاة للمسافر

واستطرد: “سنتحدث الآن عن نهاية شرعية قصر الصلاة للمسافر ويبدأ يعود مرة أخرى لإتمام الصلاة الرباعية، الأجل الأول انتهاء مدة ضيافة الشرع أو الدين له، فلما الضيافة انتهت إذن عليك أن تعود مرة أخرى إلى الإتمام، والضيافة استمرت عند بعض الفقهاء 3 أيام وأخرين 16 يوما وبعضهم قالوا 20 يوما، وأخرين قالوا طول ما أنت مسافر، الأجل الثاني هو العودة لمحل الإقامة بالوطن للمسافر وطالما عدت لوطنك إذن انتهت رخصة قصر الصلاة وعليك أن تعود مرة أخرى للإتمام، ولكي تكون المسألة سهلة فعليكم أن تعتبروا قصر الصلاة هو نوع من أنواع الضيافة التي يقدمها الشرع للمسافر ومفيش ضيافة مدى الحياة أو طويلة الأجل، ضيافة البشر لبعضهم 3 أيام كما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال (الضِّيافَةُ ثَلاثَةُ أيَّامٍ، وجائِزَتُهُ يَوْمٌ ولَيْلَةٌ)”.

وأشار: “اكتفي بذكر أشهر الآراء الفقهية في مدة ضيافة الشرع أو الدين بقصر صلاة المسافر، المذهب الأول لجمهور الفقهاء قالوا مدة الضيافة الشرعية بقصر الصلاة للمسافر هي 4 أيام غير يوم السفر، وورد عن سيدنا النبي أنه قصر الصلاة 4 أيام في مكة المكرمة وقت ما هب لحجة الوداع حيث دخل مكة يوم 4 من ذي الحجة فأقام حتى صباح اليوم الثامن من ذي حجة حتى توجه إلى منى وكان يقصر الصلاة في تلك الأيم الأربعة مع عزمه الإقامة فيها، وكذلك أقام النبي صلى الله عليه وسلم في منى بعد عرفة والمزدلفة من صباح يوم 10 من ذي الحجة حتى بعد ظهر يوم 13 من ذي الحجة، وكان يقصر الصلاة مع قصده الإقامة في منى تلك المدة فتكون هذه المدة هي ضيافة الشرع بقصر الصلاة للمسافر الذي ينوي الإقامة في بلد السفر”.

وأوضح: “مذهب الحنفية قالوا مدة الضيافة الشرعية هي 14 يوما غير يوم السفر يعني 15 يوما، وقيل 16 يوما غير يوم السفر يعني 17 يوما، فإذا كان المسافر ناويا للإقامة في بلد السفر لمدة شهر مثلا فإنه يقصر الصلاة 15 يوما فقط ثم يتم الصلاة باقي الأيام استدلالا بأن هذا كان يفعله ابن عمر وابن عباس”.

وتابع: “المذهب الثالث للظاهرية قالوا لمدة 20 يوما، فإن بقي المسافر بعد هذه المدة فعليه أن يتم صلاته الرباعية لأن هذه المدة هي أكثر مت قيل فيما روي من أقوال السلف تحديدا لمدة قصر الصلاة للمسافر الذي يقصد الإقامة لمدة معينة في بلد السفر”.

وأبرز: “المذهب الرابع للشيعة واختاره ابن تيمية، قالوا تحديد مدة للضيافة الشرعية أو الدينية بقصر الصلاة للمسافر ليس له أصل ولا يوجد له دليل شرعي وعليه فمادام المسافر مسافرا فإنه يقصر الصلاة ولو أقام في بلد السفر شهورا أو سنين، وطبعا الاختيار من بين هذه الأقوال الفقهية لك أيها العاقل الرشيد فأنت لست قاصرا أو محجورا عليك”.


الكلمات المتعلقة‎


مواضيع ممكن تعجبك