تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، في حلقة، اليوم الأربعاء، من برنامج «سماحة الدين»، على «نجوم إف إم»، عن «بيان مسافة السفر لمن أراد أن يقصر الصلاة».
وقال الدكتور سعد الدين هلالي: “النص القرآني لم يبين ولم يحدد مسافة السفر (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا)، والأحاديث النبوية لم تبين بصريح النص تلك المسافة، ولكن وردت أحاديث سندها ضعيف حددت مسافة السفر ومنها حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يا أهْلَ مَكَّةَ، لا تَقْصُرُوا الصَّلاةَ في أدْنى مِن أرْبَعَةِ بُرُدٍ، مِن مَكَّةَ إلى عُسْفانَ) وهذه المسافة حوالي من 80 إلى 85 كيلو، وحديث آخر عن ابن عمر وابن عباس أنهما كان لا يقصران الصلاة الرباعية في السفر إلا في 4 برد، يعني حوالي 85 إلى 90 كيلو”.
وأضاف: “مع ذلك هناك كثير من الفقهاء إن قصر الصلاة متعلق باسم السفر، وقالوا إن مسافة السفر المرخص لقصر الصلاة والتي يصلح تسمية قصدها سفرا لا ترتبط بالأحاديث ضعيفة السند ولكن ترتبط بما يرتضي الناس تسميته سفرا، لأن كل ما لم يرد به تقدير شرعي نحتكم فيه لأعراف الناس، وطبعا يستحيل اتفاق الناس على تحديد المسافة التي يكون قطعها سفرا”.
وتابع: “لذلك اختلف الفقهاء في تحديد مسافة السفر المرخص لقصر الصلاة على 3 مذاهب مشهور، المذهب الأول يقول لازم مسافة السفر التي يشرع لها قصر الصلاة لا تقل عن 120 أو 125 كيلو فأكثر، وهذه أعلى مسافة قيلت في اختلاف الفقهاء ودليلهم من أمرين، الأول دليل عرفي عند الحنفية وقالوا إن العرب كانت زمان أيام سفرهم بالإبل كانت تطلق اسم السفر عند مسيرة 3 أيام مع الراحة والنوم”.
وأردف: “الدليل الآخر للحنفية هو استنباطي، وهناك حديث مسخ الخفين للمسافر ورد في صحيح مسلم عن علي ابن أبي طالب، قال (إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمَرَنا بالمسحِ علَى الخُفَّينِ في غَزوةِ تَبوكَ ثلاثةَ أيَّامٍ وليالِيَهنَّ للمُسافرِ، وَيومٌ ولَيلةٌ لِلْمُقيمِ)، قالوا إذن رقم 3 للمسافر فيه سر التحديد”.
وأشار: “المذهب الآخر هو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة يقول إن مسافر السفر الصالحة لتسمية قصدها سفرا مسيرة يومين وليس 3 أيام مثلما قال الحنفية، ودليلهم حديث ابن عباس عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال (يا أهْلَ مَكَّةَ، لا تَقْصُرُوا الصَّلاةَ في أدْنى مِن أرْبَعَةِ بُرُدٍ، مِن مَكَّةَ إلى عُسْفانَ)، وقالوا حتى لو كان ضعيفا ولكنه يتقوى بفعل ابن عمر وعبدالله بن عباس فإنهما كان لا يقصران الصلاة إلا في 4 برد يعين المسافة حوالي 90 كيلو فأكثر”.
واستطرد: “المذهب الثالث يقول إن مسافة السفر ميل واحد يعني حوالي كيلو ونصف تقريبا، وها مذهب الظهرية اللي نص عليه ابن حزم، ودليله بالعرف العربي القديم الذي كان يرى أن من خرج من بلدته مسيرة ميل يكون مسافرا، وروي عن ابن عمر أنه قال لو خرجت ميلا لقصرت الصلاة”.
ويقدم الدكتور سعد الدين هلالي برنامج “سماحة الدين” يوميًا من الساعة 5.45 لـ5.55 عصرًا.
مواضيع ممكن تعجبك